العهدة المحمدية، أثارت تلك الوثيقة الموجودة بمكتبة دير سانت كاترين، الجدل، بعدما قيل إنها بها تعهد منسوب لـ النبي صلى الله عليه وسلم، بحماية المسيحيين ورعايتهم وضمان حرية العبادة لهم.
فمن جانبه قال حسام صبحي مدير آثار سانت كاترين، في تصريحات صحفية، إن الوثيقة الموجودة بدير سانت كاترين هي صورة طبق الأصل من العهدة المحمدية، وهي عهدة أمان كتبت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بخط على بن أبي طالب، بناء على أوامر من الرسول صلى الله عليه وسلم، وتم تسليمها للرهبان والنصارى، وفق قوله.
تأمين أرواح المسيحيين ومقدساتهم
وأشار مدير آثار سانت كاترين، إلى أن الهدف من الوثيقة، تأمين أرواح المسيحيين ومقدساتهم ضد أي أذى من المسلمين، وكانت الوثيقة عبارة عن رسالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بتاريخ 620 م إلى الكنيسة، يتعهد فيها بحماية المسلمين للمسيحيين ورعايتهم وضمان حرية العبادة، منوهًا إلى أن الوثيقة التي عاهد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم المسيحيين على حمايتهم، كُتبت في مسجد النبي سنة 628- 629 م (السنة السابعة للهجرة)، وشهدت بهذا العهد مجموعة من الصحابة.
العهدة المحمدية
وقال حسام صبحي، إن العهدة المحمدية التي تعهد فيها رسولنا الكريم حصل عليها السلطان العثماني سليم الأول عام 1517 وقت الاحتلال العثماني لمصر، وذهب بها إلى اسطنبول فى تركيا وأمر بصنع صورة طبق الأصل منها وترجمتها باللغة العربية، وأخرى باللغة التركية وتم وضع النسخة الأصلية فى متحف طوبقى سراي باسطنبول، وأرسل النسخة طبق الأصل إلى دير سانت كاترين، وتم وضعها منذ زمن طويل في قاعة العرض المتحفية داخل دير سانت كاترين.
وكشف مدير آثار سانت كاترين أن نص الوثيقة المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم جاء بها:
نص الوثيقة
بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلى كافة الناس أجمعين بشيرًا ونذيرًا ومؤتمنًا على وديعة الله في خلقه، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزًا حكيمًا، كتبه لأهل ملته ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها قريبها وبعيدها فصيحها وعجميها معروفها ومجهولها كتابًا جعله لهم عهدًا فمن نكث العهد الذى فيه وخالفه إلى غيره وتعدى ما أمره كان لعهد الله ناكثًا ولميثاقه ناقضًا وبدينه مستهزئًا وللّعنة مستوجبًا سلطانًا كان أو غيره من المسلمين المؤمنين.
لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته ولا سايح من سياحته ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين فمن فعل شئمن ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله ولا يحمل على الرهبان والأساقفة ولا من يتعبد جزيةً ولا غرامة وأنا أحفظ ذمتهم أين ما كانوا من بر أو بحر فى المشرق والمغرب والشمال والجنوب وهم فى ذمتى وميثاقى وأمانى من كل مكروه - ولا يجادلوا إلاّ بالتى هى أحسن ويحفظ (ويخفض) لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا - ويعاونوا على مرمّة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وفعالهم بالعهد.