شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي احتفال وزارة الأوقاف صباح اليوم الأثنين بذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1446 هجرية بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس
وألقي الرئيس السيسي جاء نصها..
نجتمع اليوم لنحتفل؛ والأمة الإسلامية، بذكرى ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليه هذا اليوم المبارك؛ الذي أذن الله تعالى فيه، لشمس الهداية النبوية أن تشرق على الدنيا بمولده ﴿صلى الله عليه وسلم﴾.
ويطيب لي، في هذه المناسبة الكريمة العطرة، أن أتوجه بالتهنئة لشعب مصر الكريم، ولكافة الشعوب العربية والإسلامية.. سائلاً الله العلي القدير، أن يعيدها على الشعب المصري؛ وعلى الأمتين العربية والإسلامية؛ وعلى العالم أجمع، بالخير واليمن والبركات.
السيدات والسادة.
إن الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، يبعث في قلوبنا، معاني الإنسانية الحقيقية؛ إذ كان مولده ﴿صلوات الله وسلامه عليه﴾ إحياء للإنسانية، وتكريماً لها.
ولعل احتفالنا اليوم، يمثل فرصة للاطلاع على سيرته العظيمة ﴿صلى الله عليه وسلم﴾، وتعزيز مفاهيم رسالة الإسلام في أذهاننـا، التـي بلغـــــت بالإنســـــانية أعـــــــلى درجـــــــاتها.. فرسمت للبشرية طريق المحبة والإخاء، من خلال منظومة أخلاقية؛ من شأنها أن تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم.. فهي رسالة تدعو إلى التعايش والبناء والتنمية، حيث بينت آيات القرآن الكريم، أن من أسمى غايات الخلق، بناء الإنسان بناءً قويماً، ليؤدي مهمته التي كلفه الله تعالى بها، ألا وهي إعمار الكون وتنميته.
ولا شك أن مهمة بناء الإنسان وتكوينه وإعداده، مسئولية تضامنية وتكاملية، تحتاج إلى تضافر جهود المؤسسات الدينية والعلمية والثقافية والشبابية والإعلامية، ومن قبل كل ذلك الأسرة.. لنبني معاً إنساناً قوياً واعياً رشيداً، يبني وطنه في مختلف المجالات، ليكون قدوة ونموذجاً حسناً لتعاليم دينه .. إنساناً صاحب شخصية قوية سوية؛ قادرة على تخطي الصعاب ومواجهة التحديات؛ وبناء التقدم والحضارة والعمران.
السيدات والسادة،
إن قول رسولنا الكريم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، لهو دعوة لنا جميعاً، أن نتحلى بالأخلاق الحميدة في جميع مجالات حياتنا.. متطلعين في هذا الصدد، إلى مزيد من الجهود في بناء الإنسان؛ بناء أخلاقياً، وعلمياً، وثقافياً، ومعرفياً، ونوعياً، من خلال استخدام جميع الوسائل الحديثة، والأساليب المتطورة التي تتســق مــع طبيعـــة العصـــر ومسـتجداته.. لينطلق الإنسان في تعامله مع غيره، من خلال مبادئ سامية؛ يعمها الخير والنفع، والرفق والشفقة والرحمة بجميع الناس، لتعيش كل الشعوب في أجواء من السلام والأمان، ويكون منهجها عند الاختلاف، قائماً على أساس من الحوار والإقناع،
دون إكراه أو إساءة.
وفي الختام، أؤكد أننا في حاجة ماسة، لمضاعفة الجهود التي تقوم بها جميع مؤسسات الدولة، وخاصة المؤسسات الدينية في مجالات بناء الإنسان، وترسيخ القيم، ونشر الفكر الوسطي المستنير، ومواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة .. كما أؤكد أن الدولة المصرية؛ لا تدخر جهداً في توفير كل الدعم، وتهيئة المناخ المناسب لإنجاح تلك الجهود.
أشكركم..
وكل عام وأنتم بخير، ومصرنا والأمة الإسلامية، والإنسانية كافة، فى خير وأمان ورخاء..
﴿والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾
وأقيمت الاحتفالية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضور عدد الكبير من كبار رجال الدولة والقيادات الدينية ولفيف من مختلف فئات الشعب.
وعدد من علماء الأزهر والأوقاف ومجلسي النواب والشيوخ، وعدد من القيادات التنفيذية.
وبدأت احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم القي الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف كلمة في افتتاح الاحتفالية للتعريف بسيرة النبي العطرة وفضل الاحتفال بهذه الذكرى.
وشهدت الاحتفالية تكريم الرئيس السيسي عدد من العلماء الذين أفنوا حياتهم في العلم والدعوة ونشر صحيح الدين.
كما القي فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كلمة عن فضائل واخلاق الرسول الكريم