ads
ads

مطاردة من أجل الختان: أمّ تستغيث لإنقاذ ابنتها من تهديدات عائلة طليقها

صورة الام
صورة الام

في واقعة مأساوية تكشف عن عمق التحديات التي تواجهها النساء في مجتمعنا، لجأت السيدة ه.ص إلى المجلس القومي للمرأة، طالبةً الحماية لابنتها الصغيرة ج من تهديدات عائلة زوجها السابق، التي تُصرّ على إخضاع الطفلة لعملية الختان. هذه المطاردة، التي امتدت لسنوات، تعكس صراعًا مريرًا بين أمّ تُقاتل من أجل سلامة ابنتها، وبين تقاليد اجتماعية بالية تُهدّد بانتهاك جسد طفلة.

القصة بدأت بعد انفصال السيدة ه.ص عن زوجها، حيث بدأت عائلته في ملاحقتها والضغط عليها لإجراء عملية الختان لابنتها، بحجة أن ذلك "عرف مجتمعي" لا يمكن التخلي عنه. لم تقتصر التهديدات على الأم وابنتها فقط، بل امتدت لتشمل أبناءها الذكور أيضًا، في محاولة لإجبارها على الانصياع. ورغم أن الأم قررت ترك منزلها والابتعاد عن أسرتها لسنوات طويلة هربًا من هذه التهديدات، إلا أن الملاحقة لم تتوقف، والتهديدات المباشرة لا تزال مستمرة، مما دفعها لطلب المساعدة من الجهات الرسمية.

ضعف القانون يفاقم الأزمة

في تعليق له على هذه القضية، أكد المحامي إبراهيم المسكين أن القانون المصري، ورغم تجريمه لختان الإناث، إلا أنه يعاني من ثغرات واضحة تجعل من الصعب معاقبة المحرضين على هذه الجريمة. وأوضح المسكين أن المادة 242 مكرر عقوبات والمادة 242 أ عقوبات تشترطان أن تكون الجريمة قد تمت بالفعل لكي يتم تطبيق العقوبة.

أما بخصوص التحريض، فقد أشار المحامي إلى أن القانون يعتمد على المادة 171 عقوبات، التي تشترط أن يكون التحريض علنيًا وفي مكان عام وأمام جمع كبير من الناس. هذا الشرط يجعل من المستحيل تقريبًا مقاضاة الأفراد الذين يمارسون التهديد والتحريض في إطار عائلي مغلق.

وعبّر المحامي إبراهيم المسكين عن خيبة أمله من هذا الوضع، مؤكدًا أن "السلطة مغلولة الأيدي عن معاقبة التحريض والتهديد"، مما يمنع التصدي بفاعلية لهذا "الوباء المجتمعي" الذي لا يزال يهدد حياة وسلامة الفتيات.

دعوات لتعديل تشريعي عاجل

هذه الحادثة تسلط الضوء على ضرورة مراجعة التشريعات الحالية الخاصة بختان الإناث، وإدخال تعديلات تسمح بمعاقبة المحرضين والمخططين للجريمة، حتى قبل وقوعها. فالتهديد والضغط النفسي يمثلان عنفًا بحد ذاته، وترك الجناة دون عقاب يعطي رسالة سلبية بأن القانون لا يستطيع حماية الضحايا إلا بعد فوات الأوان.

تظل السيدة ه.ص وأبناؤها في حالة خوف دائم، بانتظار تدخل حاسم يُنهي هذا الكابوس، ويُثبت أن القانون قادر على حماية الأضعف، وأن سلامة الفتاة المصرية ليست قابلة للمساومة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً