نظمت مؤسسة مصر الخير، اليوم السبت، مؤتمرها الختامي لجائزة مصر الخير لريادة العطاء الخيري والتنموي فى دورتها الاولى 2019، وذلك بحضور الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى وفضيلة الدكتور على جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، والدكتورة إقبال السمالوطي أمين عام الجائزة وعضو مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، ومحمد ممدوح مدير أول إدارة الجمعيات بمؤسسة مصر الخير، وممثلين عن المنظمات الأهلية والدولية والعديد من الشخصيات عامة، حيث تستهدف الجائزة رصد أفضل الممارسات التنموية من الجمعيات والمؤسسات الأهلية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ورؤية مصر 2030 .
وتنقسم الجائزة إلى قسمين هما جائزة موجهة للجمعيات والمؤسسات الأهلية التى لها ممارسات مسؤولة في مجال التنمية المستدامة والاخرى الى الاشخاص العاملين فى مجال التنمية ولهم ممارسات متميزة فى هذا المجال.
واستهدفت الجائزة في دورتها الأولى الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة الـ 17 وهو هدف "التعليم الجيد" وتقدم للجائزة 65 جمعية ومؤسسة أهلية من كافة ربوع مصر بمشروعاتها فى مجال التعليم تم تصفيتهم فى مراحل مختلفة وفقاً لمجموعة من القواعد والمعايير إلى 14 جمعية قامت بتقديم عروضها أمام لجنة تحكيم مستقلة تضم في عضويتها عددًا من رواد العمل الأهلي المصري، وانتهت باختيار الجمعيات الثلاثة الفائزة بالجوائز "الذهبية والفضية والبرونزية"، بالاضافة إلى مبالغ مالية لدعم المشروعات الفائزة، حيث فازت كل من جمعية تمكين للتنمية والتدريب بمحافظة الشرقية بالمركز الثالث، وجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الاعاقة والتوحد بمحافظة القاهرة بالمركز الثاني، بينما فازت جمعية وطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام بمحافظة القاهرة، فضلاً عن الجائزة التقديرية للشخصيات والتي تقدم لها عدداً من الشخصيات التنموية وتم إختيار عرفات خضر سالمان، أحد رواد العمل الأهلى بشمال سيناء للجائزة التقديرية للأفراد.
وقالت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الإجتماعي، إنها قادمة من المجتمع المدني وتحمل الكثير من الآمال التي ستنقلها إلى سياسات، وإن وزارة التضامن الاجتماعي تؤمن إيمانا شديدًا بالمجتمع المدني وقوته، مشيرة إلى أن التنمية المستدامة لن تقوم بضلع واحد لكنها تحتاج إلى المجتمع المدني والمتطوعين والإعلام، معلنة عن تنظيم الوزارة لمؤتمر سنوي تجمع فيها المجتمع المدني في مكان واحد.
وأضافت "القباج" أن الوزارة بالتعاون مع المجتمع المدني ستقوم بالعمل بشكل فعلي على الأرض عقب إصدار اللائحة التنفيذية لقانون الجمعيات الأهلية، بعد عمل مضني في قانون الجمعيات الأهلية ولائحته التنفيذية، مشيرة إلى تطلعها إلى َنعمل عمل مثمر ونتائج ملموسة.
ولفتت القباج إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي لديها خطة تبدأ من إصدار اللائحة التنفيذية لقانون الجمعيات الأهلية ثم تطوير صندوق دعم الجمعيات وإصدار تشكيل جديد له وقواعد يُراعى فيها الشفافية والنزاهة والاستقلالية في اتخاذ القرارات، كما تخطط الوزارة لإنشاء أكاديمية لاعتماد وتطوير قدرات الجمعيات الأهلية بمنهجية واحدة وقدرة واحدة ومعايير موحدة ومعتمدة تعمل على أساسها.
وأكدت القباج على الاحتياج لإنشاء قاعدة بيانات تضم جميع الجمعيات الأهلية بمواردها وأماكن عملهم لتعظيم جهود التنمية في المحافظات وسد الفجوات في الأماكن التي تحتاج لتنمية، كما أكدت على الحاجة إلى مؤشرات متابعة للقطاعات، للعمل على وضع خطط لحل المشكلات.
وأشادت القباج بمؤسسة مصر الخير مشيرة إلى أن جمعية عمرها ١٢ عاما فقط ولكنها قدمت سيل من الخير، معربة عن تطلعها إلى مساعدة جمعيات الوسط والجمعيات القاعدية ومد جذور العمل لجمعيات تنمية المجتمع.
ولفتت القباج إلى أن الوزارة تكافح الفقر متعدد الأبعاد فقر المال والتعليم والصحة والبيئة والبنية التحتية والثقافة وتصحيح الوعي الزائف المنتشر مؤخرا وهو ما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن أهداف الدين والتنمية واحد كلاهما يسعى إلى احترام ومساعدة الإنسان، داعية إلى تشجيع الشباب للانضمام للعمل وتنمية الوطن.
وخلال كلمة الافتتاح أشار فضيلة الدكتور على جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، أن الجائزة بداية طيبة تتوج عمل مؤسسة مصر الخير، التي أردت أن تنشئ النموذج، وترعى العمل الأهلي وتشيع هذه النماذج الناجحة في القطاعات المختلفة من تعليم وصحة والتكافل الاجتماعي وتنمية شاملة حتي يصبح العمل المدني مؤثرا في نفع المجتمع والناس.
وأوضح الدكتور علي جمعة أن الجائزة تم إطلاقها بالتعاون مع وزارة التضامن وعدة جهات أخري، لريادة العطاء الخيري والتنموي، وتم اختيار التعليم موضوعا لها في الدورة الأولى، داعيا الله الاستمرار لأن خير الأعمال هي المستمرة، مشيراً إلي إنه في الدورة الأولى اخترنا التعليم لأنه مع البحث العلمي هما بوابة للمشاركة العالمية وفي بناء الحضارة الإنسانية ليكون لمصر المكان والمكانة وفي هذه المشاركة، وأعلن أن موضوع المسابقة في الدورة المقبلة هو القضاء على الفقر.
وأوضحت الدكتورة اقبال السمالوطى أمين عام الجائزة وعضو مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، أنه تم اختيار الهدف الرابع موضوع للجائزة في دورتها الأولي نظرا لأهميته ولأنه لا يمكن تحقيقه أي هدف آخر بدونه، والجائزة هي الأولى من نوعها في التنمية المستدامة، واختارت التعليم الجيد باعتباره الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.
وقالت السمالوطي إنه تم إطلاق الجائزة بالتعاون مع التضامن واتحاد الجمعيات الأهلية، واللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة،والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وتستهدف خلق بيئة محفزة للعمل الأهلي والتركيز على النماذج الناجحة من جمعيات ومؤسسات أهلية وتسليط الضوء على تلك النماذج المضيئة وتشجيع تكرار ممارستها الناجحة وخاصة في مجال التنمية المستدامة، موضحا أنه تقدم للمسابقة 65 جميعة معظمها من الوجه القبلي وتضمنت المسابقة 6 مراحل هي التسويق ومرحلة التقديم ثم الفرز للجمعيات المتقدمة، ثم المطابقة الميدانية لقائمة الجميعات، ثم نتائج مرحلة المطابقة ومرحلة العروض، وفازت ثلاث جمعيات فازت بشهادة تقدير ومبلغ مالي، مضيفاً أن العمل استمر لمدة عام كامل، موجهة الشكر لكافة القائمين على الجائزة ولجنة التحكيم.
وقال طلعت عبد القوي رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، أن المجتمع المدني شريك أساسي في مثلث التنمية، فهو معني ببناء والمساهمة في بناء الوطن، كما أنه داعم للحكومة وزارة التضامن.
وأكد عبدالقوي أن المجتمع المدني له دور هام حيث يشارك بنحو 30% من الخدمة الصحية، كما يشارك في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة، معربا أن يكون عام 2020 هو عام العمل الأهلي، مشيراً إلي إنه سيتم قريباً إطلاق منصة إلكترونية للجميعات الأهلية بالتعاون مع وزارة الاتصالات والرقابة الإدارية وتحت رعاية وزارة التضامن، مشيرا إلي أن التعليم حق دستوري، وخصص ٧ مواد له.
وأشار عبد القوي إلي أن اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم العمل الأهلي سوف يصدر خلال أيام، وفور صدوره سيكون هناك برنامج قومي للتعريف بالقانون وتوضيحه ومساعدة الجمعيات لتوفيق الأوضاع مع القانون.