قال الدكتور محمد أحمد على أستاذ الفيروسات بالمركز العلمي للتميز التابع للمركز القومي للبحوث، أن المركز كأي مؤسسة في الدولة يتخذ خطواته للتأهب، فالجزء الحكومي تقوم به وزارة الصحة والسكان، وهناك الجزء البحثي الذي تقوم به مراكز الأبحاث والجامعات، مضيفا أنهم حملوا على عاتقهم هذا الجزء البحثي وتم البدء في دراسة فيروس كورونا الجديد مع محاولة معرفة كيفية تحضير سلالة لقاح منه.
وأشار أستاذ الفيروسات في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، إلى أن تم شراء مواد تشخيصية من الشركات، لافتا إلى أن الأبحاث تأخذ وقت طويل ولكن بشكل مبدئي قبل الدخول في المرحلة الإكلينيكية تكون من 6 اشهر لسنة.
ووجه رسالة للمواطنين بعدم الفزع والخوف من فيروس كورونا المستجد موضحا أن الشركات استغلت الخوف من الفيروس وقاموا برفع سعر الكمامات الطبية، مشيرا إلى أنه لا داعي للخوف فعند استقبال أي حالة إصابة سيتم عزله على الفور واتخاذ اللازم من اجراءات وقائية وصحية.
ومن جهة المركز القومي للبحوث كشف عن دوره لمواجهة فيروس كورونا الجديد بأنه مع بدايات القرن الحادي والعشرين ظهرت العديد من الفيروسات الجديدة مثل فيروسات متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد "سارس كورونا" ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "الميرس كورونا" ثم اخيرا وليس أخرا ظهر الفيروس الجديد من نفس العائلة التاجية في مدينة ووهان الصينية والذي يطلق عليه حتى الآن فيروس كورونا الجديد لعام 2019 والذي يتشابه. إلى حد كبير بناء على التحاليل الجينية لهذا الفيروس مع الفيروسات التاجية الشبيهة بفيروسات السارس المعزولة من الخفافيش وهناك فيروسات أعادت ظهورها مثل الإيبولا والزيكا.
ويرجع ظهور العديد من الفيروسات الجديدة في الصين ووسط وغرب أفريقيا إلى أنواع الطعام الذي يأكلونه حيث يأكل الصينيين في بعض القرى العديد من الحيوانات دون طهي أو حية، نظرا لأن معظم الحالات الأولية لفيروس كورونا الجديد كانت مرتبطة بسوق كبير للطعام البحري والحيوان ويعتقد أن الفيروس له أصل حيواني المنشأ لكن لم يتم تأكيد ذلك.
وقد بدأ المركز القومي للبحوث بحوث الاقتفاء والترصد لفيروسات الكورونا في العديد من العوائل مثل الابل والخفافيش منذ ظهور فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسي التاجي في 2012 في المملكة العربية السعودية وتم عزل الفيروس ودراسة الخصائص الجينية له، وفي إطار التصدي لهذا الفيروس تم استحداث سلالة انفلونزا من النوع أ إتش 1 إن 1 معاد تشكيله يحمل بيبتيدة مناعية قصيرة من فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسي التاجي يصلح كلقاح ثنائي لفيروسات الأنفلونزا وفيروس متلازمة الشرق الاوسط التنفسي التاجي.
تم تقييم هذه السلالة مناعية ضد فيروس الأنفلونزا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسي التاجي، أظهرت النتائج تكون أجسام مضادة فعالة في الفئران بعد التحصين خلال شهرين ضد فيروسي الانفلونزا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسي التاجي، يمكن أن يكون هذا اللقاح بمثابة لقاح مرشح ثنائي التكافؤ فعال لمكافحة كلا من فيروسي الانفلونزا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسي التاجي، يوفر هذا النهج أساسا للتطور المستقبلي للقاحات المستندة إلى الأنفلونزا معادة التشكيل خصوصا فيروس الكورونا الجديد.