عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمراً صحفياً اليوم، فى مقر مجلس الوزراء، بحضور أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، أشار فى بدايته إلى أننا اليوم بصدد اتخاذ مجموعة من القرارات المهمة المتعلقة بخطة مواجهة فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن خطة الحكومة بدأت منذ أسابيع منذ أن تم الإعلان عن انتشار الفيروس على مستوى العالم، ومؤكداً على أن الحكومة المصرية تتعامل مع هذا الفيروس بشكل جدى، وتتخذ من القرارات الاستباقية والاحترازية ما يتناسب مع كل مرحلة، سعيًا لمقاومة هذا الفيروس والعمل على الحد من انتشاره، موضحاً أن بعض الدول القريبة منا لم تستطع الحد من انتشار هذا الوباء، وهو ما جعل موقفها الان فى منتهى الحرج، وبما يهدد صحة وسلامة مواطنيها.
وأكد رئيس الوزراء، على حرص الدولة على تنفيذ كافة الإجراءات الاستباقية طبقاً لتطور حجم وانتشار هذا الوباء فى مصر، مشيراً إلى ما تم الإعلان عنه فى هذا الصدد بخصوص خطة المواجهة التى تم تقسيمها إلى ثلاث مراحل، الاولى منها متعلقة بالإجراءات الاحترازية والاستباقية والتى تقوم على مواجهة تداعيات اصابة عدد قليل من المواطنين يصل إلى أقل من 100 حالة، مضيفاً أنه بمجرد زيادة هذه الأعداد المصابة بالفيروس والدخول فى بعض المئات انتقلنا إلى المرحلة الثانية من خطة المواجهة، والتى تضمنت تعليق الدراسة، وتخفيض عدد العاملين بالمؤسسات الحكومية، وحظر الطيران، بالإضافة إلى مختلف القرارات التي تم الإعلان عنها فى هذا الشأن.
وشدد رئيس الوزراء، على أن ما تم اتخاذه من قرارات وما يتم اتخاذه الآن يهدف فى المقام الأول المحافظة على سلامة وصحة المواطن المصرى، بغض النظر عن أى خسائر من الممكن أن تتحملها الدولة، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، فى هذا الصدد.
وقال رئيس الوزراء 'حتى أمس كانت حالات الإصابة بفيروس 'كورونا المستجد' أقل من 400 حالة، وعلى الرغم من كونها أقل من المعدلات التي نراها في معظم دول العالم، وجدنا أنه من الضروري اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية الجديدة.
وفي هذا الصدد أكد مدبولي، أن الحكومة عندما تتخذ مثل هذه القرارات تضع في اعتبارها ضرورة أن يكون المواطن على قدر المسئولية وحريصاً على تطبيق هذه الإجراءات، ومساعدتنا في ذلك، خاصة أن كل مرحلة من القرارات تكون أصعب من التي تسبقها، لذا ينبغي على المواطنين مساعدتنا لتطبيق هذه القرارات؛ حتى لا نكون مضطرين إلى اتخاذ قرارات أكثر صرامة وصعوبة ولها تداعيات كبيرة.
وأضاف رئيس الوزراء: نتمنى ألّا نصل إلى المرحلة الثالثة من انتشار الفيروس، وهي مرحلة تجاوز عدد الإصابات رقم الألف، والتي تكون فيها العدوى بأعداد متسارعة وهو ما رأيناه في دول كثيرة، بسبب عدم أخذ المواطنين بتحذيرات حكوماتهم الجادة، لذا رأينا من أجل ذلك إصدار قرارات أكثر حسما في هذه المرحلة.
وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه الحكومة بإصدار هذه الإجراءات الاحترازية التي يتمثل هدفها الأساسي والوحيد في الحفاظ على أرواح أهالينا ومواطنينا في كل ربوع مصر، منوها إلى أن هذه القرارات تم اعدادها منذ فترة، وأن هناك قرارات أكثر شدة يمكن اتخاذها وفقا لتطور الأوضاع ولكن كل مرحلة لها حسابات واعتبارات مهمة.
وقال رئيس الوزراء إن الفترة الماضية شهدت طروحات كثيرة من المواطنين للمطالبة بتطبيق إجراءات أكثر صرامة، مشيراً إلى أن هذه القرارت جاهزة لدينا لكن توقيت تطبيقها أمر في غاية الأهمية؛ لأن هناك أبعاداً كثيرة تتعلق بها، من بينها أبعاد وتداعيات اقتصادية، وأخرى تتعلق بالحفاظ على فرص عمل وأرزاق الناس، أولئك الذين تتسم أعمالهم بعدم الانتظام والاستمرارية.
وعرض رئيس الوزراء مجموعة من القرارات والإجراءات يتم تطبيقها بدءاً من صباح غد الاربعاء وتستمر لمدة أسبوعين.
وفي ختام المؤتمر، وجه رئيس الوزراء رسالة إلى الشباب المصرى، الذي يمثل الكُتلة الغالبة من شعب مصر، لافتاً إلى أن ما تؤكده التقارير الطبية من أن الشباب أقل الفئات تضرراً وتأثراً من الفيروس هم الشباب، لايجب أن يكون دافعاً لهم للنظر إلى خطر الفيروس باستخفاف، حيث إن مجرد كونه يحمل الفيروس فهناك فرص لنقله إلى والده ووالدته وأغلى أفراد أسرته، مؤكداً أنه يراهن على وعي الشباب وحرصه على حماية نفسه وأسرته ووطنه.
وناشد رئيس الوزراء المواطنين تقليل الحركة بقدر الإمكان بين المحافظات، وبعضها البعض، وبين المراكز والقرى والمدن وبعضها البعض، وتجنب أي تحرك غير ضروري أو غير عاجل، لافتاً في هذا الصدد إلى أن الاجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة خلال الفترة الراهنة، سواء عبر خفض عدد العاملين في المصالح الحكومية، أو وقف تعامل الجمهور معها، إنما تهدف إلى تقليل الحركة ما بين المحافظات.
وأكد رئيس الوزراء أن هذه الفترة الدقيقة قد تشكل فرصة سانحة لكي يتعرف المواطن على الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الحكومة، والتي تشمل معظم ما يحتاج المواطن إلى استصداره، بما يساعدنا على الانتقال تدريجياً إلى مرحلة التحول الرقمي.
وأكد مدبولى، أن محال تقديم الأطعمة والسوبرماركت خارج المولات التجارية، والتي لن يسري عليها قرار الغلق، ستخضع لتطبيق صارم من حيث أن يكون العدد المتواجد من المواطنين داخل هذه الأماكن بأقل عدد ممكن، خلال ذات التوقيت، وضرورة وجود تباعد فى المسافات بين المواطنين كي نحد من انتشار العدوى، لافتاً إلى أنه داخل هذه الأماكن بأقل عدد ممكن، خلال ذات التوقيت، وضرورة وجود تباعد فى المسافات بين المواطنين كي نحد من انتشار العدوى، لافتاً إلى أن ذلك سيعتمد بخاصة على وعي المواطن وادراكه لأهمية عدم الاستهتار والتقليل مع أية خطة او اجراء يُتبع.
كما تطرق رئيس الوزراء إلى نقطة أخيرة، وهو ما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته قبل أيام قليلة، وهو توجيه الشكر والتقدير لكل الأطقم الطبية، ممن يعملون في مستشفيات العزل والحميات وكل العاملين في القطاع الطبي، فهم خط المواجهة الرئيسي والأول أمام هذا الفيروس أو الحرب التى نواجهها، مؤكداً أن لهم كل التقدير من جانب الدولة، كما سيكون لهم كل الدعم خلال المرحلة المقبلة، ليستمروا في تقديم الخدمة المميزة للمواطنين، داعياً المواطنين إلى مراعاة الظروف الصعبة جداً التي تعمل فيها الأطقم الطبية خلال هذه الفترة، عند التعامل معهم، وأن نلتمس لهم العذر، فهم أهالينا وأخوتنا، ويعملون على مدار 24 ساعة كل يوم.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتأكيد على أن مصر ما زالت ـ بالمقارنة بكل الدول المحيطة ـ في مرحلة القدرة على السيطرة على انتشار الوباء، مشيراً إلى أن الحُكومة تتخذ كافة الإجراءت المطلوبة، وما زال لدينا إجراءات أخرى ستكون أكثر صرامة، سيتم اتخاذها لو اضطرتنا الأوضاع أو الظروف أن نتخذها.
ودعا مدبولي المصريين لأن يكونوا على قدر المسئولية، ويكون كل مواطن على قدر الوعي، للحفاظ على نفسه وأسرته وعلى وطنه، محذراً من التداعيات التي وصلت إليها دول متقدمة ذات ظروف اقتصادية قوية، مؤكدأً الرهان على وعي المصريين، داعياً الله أن يُجنب مصر كل سوء.