أثبتت شبكات الإنترنت بجدارة وجودها في عالمنا المعاصر، حيث مكنت العديد من البشر التواصل مع بعضهم البعض، وفى نفس اللحظة، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والدردشة والفيس بوك،، ويجد الإنسان كل ما يصبو إليه فى شتى مناحي الحياة، فمن خلال الشبكة العنكبوتية تصل إلى اى معلومة فى اى وقت والسؤال الذي يطرح نفسه هل تنجح الانترنت فى علاج الاكتئاب؟ وهذا ما ستجيب عليه الدراسات الحديثة في السطور القادمة.
كشفت دراسة أعدها فواز عبد الرحمن عن الإنترنت وعلاج الاكتئاب، أن الشبكة العنكبوتية نجحت فى أن تصبح أحدث منصات العلاج للأمراض النفسية والعقلية فقد تمكن باحثون من جامعة " نيوثاوزر ويلز" الأسترالية، فى دراسة حديثة، من إثبات فعالية البرامج العلاج النفسي لمرضى الاكتئاب المتوافرة مباشرة عبر الإنترنت بدرجة مماثلة لبرامج العلاج التقليدية التي تتم من خلال الاتصال المباشر وجها لوجه بين المرضى والأطباء النفسيين.
أكدت الدراسة، أن معدلات شفاء المرضى الذين خضعوا لأحد برامج الإنترنت وعلاج الاكتئاب تماثل نظيرتها التى يحققها العلاج التقليدى ويتطلب برنامج العلاج الذي يطلق عليه اسم "الاكتئاب" اتصالاً مع طبيب نفسى متخصص عبر رسائل البريد الإلكترونى لمدة تستغرق 1111 دقيقة فقط على مدى فترة تمتد إلى ثمانية أسابيع، أى أقل مما تستغرقه طرق العلاج النفسى التقليدى الأخرى.
وأضاف جين أندروز، الأستاذ بمدرسة الطب النفسى بالجامعة ، أن نتيجة الدراسة عن الإنترنت وعلاج الاكتئاب سوف تكون مفاجأة بالنسبة للكثير ممن كانوا يعتقدون أن برامج العلاج النفسى عبر الإنترنت لن تفلح فى علاج مرضى الاكتئاب.
ويشير أندروز إلى نجاح الإنترنت فى علاج أمراض الرهاب الاجتماعية واضطرابات القلق الأخرى، لكنه يرى أن تلك الحالات عادة ما تكون كالفاكهة سهلة القطف، مشدداً على أن السبب وراء صعوبة علاج الاكتئاب لم يكن ببساطة الافتقار إلى الحافز الذى يرتبط عادة بالمرض كما افترض الكثيرون.
وقام أندروز بالتعاون مع زميله الدكتور نيك نيتوف بإجراء الدراسة على عينة عشوائية قوامها 45 شخصاً مصاياً بالاكتئلب داخل مستشفى سانت فينسنت" بسدنى بأستراليا وأتم المشتركون فى برنامج العلاج عبر الإنترنت دراسة ستة دروس علاجية ، وانجاز مهام وواجبات أسبوعية، واستقبال اتصال أسبوعى عبر البريد الإلكترونى من قبل طبيب متخصص، بالإضافة إلى المشاركة فى المنتديات.
وتبين عقب انتهاء البرنامج، أن ما يزيد على ثلث المشاركين (34 بالمائة )قد استجاب للعلاج فى نتيجة تماثل طرق العلاج التقليدية، وقد عبر أغلب من شارك فى استبيان بعد فترة العلاج (حوالى 82بالمائة) بأنهم إما راضون جداً أو راضون بشكل عام عن البرنامج.
وتؤكد نتائج هذه الدراسة البحثية قدرة شبكة الإنترنت على التغلب على الحواحز التى تقف عائقاً أمام طلب العلاج من مرض الاكتئاب ، كصعوبة ومحدودية إيجاد طبيب نفسى محترف، ومعضلة تلقى العلاج أثناء ساعات العمل باللإضافة إلى معاناة من يعيشون فى مناطق نائية أو هؤلاء المنعزلين اجتماعياً، فمن خلال البرنامج عبر الإنترنت يستطيع المرضى تلقى العلاج وقتما يريدون من أى مكان فى العالم دون الحاجة إلى حجز ميعاد سابق مع الطبيب أو حتى دون ترك منازلهم.