منذ أن ظهر فيروس كورونا على مستوى العالم حتى سيطر الرعب والذعر من الموت على الجميع ، وبرر البعض ذلك بأنه لا يوجد صلح أو مهادنة بين بني البشر والفيروسات، بالرغم من أن النتيجة كانت محسومة وهي انتصار الفيروس والهلاك للجميع في فترة قد لا تتجاوز النصف يوم، كحد أقصي.
وقال تقرير أعده موقع "سكاي نيوز"، إن هناك البعض ممن رأوا أن فيروس كورونا وأخواته قلة متمردة تريد قتل البشر جميعا، ولكن ومع تصالح العلماء مع الفيروسات والبحث عن الحل، وجدوا بأن هناك ملايين الفيروسات على الكوكب هم السبب الرئيسي في معادلة البقاء، حيث ينتج هؤلاء نصف الأكسجين الذي يحتاجه كافة سكان الأرض، كما أنهم يقتلون ما يقرب من 20% من الجراثيم في الأرض، و50% من البكتيريا الموجودة في المحيطات.
وجد العلماء أن الفيروسات هي السبب الرئيسي في ضمان وجود العوالق المنتجة للأكسجين، بخلاف إنتاج كميات كبيرة من الغذاء من أجل القيام بعملية التمثيل الضوئي والتي تسهم في الحفاظ على تركيب بكتيريا الأمعاء بداخل أجسامنا وأجسام الحيوانات، ودون ذلك لكانت البكتيريا قضت على البشر، حيث تعد الكائنات المجهرية هي خط الدفاع الرئيسي والأول لكل كائن حي، فيما يظل تسارع الفيروسات على تطوير نفسها وقيامها بدور الكرات البيضاء سبب رئيسي في مواجهة كافة الأفات القاتلة.
للفيروسات والبكتيريا خاصية تنفرد بها عن باقي الكائنات على سطح الأرض لما لها من دور هام وحيوي في إعادة تدوير الحياة وعدم الإخلال بالتوازن البيئي، حيث أنها تكبح جماح أية زيادة مفرطة لجميع الكائنات الحية، والتي إذا زاد عدد أفرادها من أي نوع من المخلوقات بشكل مفرط سيهدد ذلك الوجود على الكوكب.
تركزت جهود العلماء على مسببات دراسة المرض، وفي اللحظة التي تصالحوا فيها مع الوباء وجدوا أنه دواء أكبر بكثير من أن يكون الداء، ففوق كف اليد الواحدة يوجد ما يقرب من 10 مليار فيروس من نوع "بلعافيات" والتي تقوم بمهاجمة البكتيريا، حيث ينسخ البكتيريا أو الفيروس نفسه بداخل الفيروسات المتمردة وتنفجر بداخلها وتقتلها، ما يعني أن الفيروسات للإنسان قذائف مجهرية موجهة تقضي على الخلايا السرطانية دون أن تتأثر الخلايا السليمة.
استطاع عدد كبير من العلماء استغلال الفيروسات الملتهبة، وقاموا بتسخيرها للقضاء على العدوى البكتيرية والالتهابات الخطرة بعدما اكتسبت مناعة من المضادات الحيوية التقليدية والبقايا الفيروسية الخاملة، والموجودة بنسبة 8% في مادتنا الوراثية، حيث تحمل جيناتنا الحمض النووي لتلك الفيروسات المسالمة والمفيدة.
كما أثبتت إحدى الدراسات الحديثة، أن هناك جينا بشريا من أصل فيروسي يعمل على تشفير بروتين متخصص في تكوين الذكريات طويلة الأمد.