يستهتر البعض بتأثير مخلوقات ضئيلة على النظام البيئي، ولكن كشفت دراسات حديثة أن أبسط المخلوقات قد يكون لها تأثير الأمواج العاتية داخل أنظمتهم البيئية، ومن ذلك ما ذكرته دراسة حديثة لمجلة الطبيعة عن القناديل في البيئة البحرية.
يعتبر قنديل البحر هو حيوان بحري من الرخويات يصنف في شعبة اللاسعات، شكله عبارة عن قرص شفاف، قوامه هلامي وله أطراف طويلة رفيعة تسمى "لوامس"؛ وهو بسيط غير معقد بحيث لا يحتوي على رأس أو نظام هضمي طبيعي أو أعضاء تركيبية يتبع اللافقاريات، ولا معدة، فالأمعاء هي التي تستقبل الطعام. يشكل الماء نسبة عالية من جسمه لما يصل إلى حوالي 95% من وزنه وبه بعض الأعضاء، وفتحه فمه بالوسط وله العديد من اللوامس أو المجسات الحسية، يتحرك في الماء بانقباض جسمه ثم فرده، وتساعده حركة التيار المائي في الانتقال لمسافات بعيدة.
سمع البعض عن تأثير الفراشة حيث النظرية التي تقول بأن الأحداث العظيمة قد تأتي من بعض الهنات الضعيفة كضربات متتالية لجناح فراشة قد تسبب فى النهاية إعصارا مدمرا، إنها نظرية شهيرة كانت محورا لبعض الأعمال السينمائية التي تتناول السفر عبر الزمن عندما يخطو بطلنا دون حذر ليقتل حشرة صغيرة يرجع بعدها إلي عالمه الذي دمرته الديناصورات ، إن تلك الحشرة كانت في الغالب هي من ستفني الديناصورات من علي وجه البسيطة.
كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة الطبيعة وجد الباحثان كاكاني كاتيجا وجون دابيري من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أن قناديل البحر بالتوازي مع بعض المخلوقات البحرية الأخرى هي السبب في العديد من الاضطرابات التي تحدث في مياه المحيط بشكل ملحوظ.
وقاس الباحثان كمية الماء المضطرب التي تسببها قناديل البحر، مستخدمين جهاز حديث يرصد التغييرات الحادثة في حركة الحياة بواسطة شعاع ليزر ليدللا في النهاية على صحة النظرية التي قال بها السير تشارلز داروين الحفيد الأكبر لعالم التطور الإنجليزي الشهير عندما وصفة صدقه كيف بأن شكل حيوانات البحر وحجمها يؤثران بقوة في اضطرابات مياة المحيط، وقد وجدا باحثا معهد كاليفورنيا أن تأثير قناديل البحر يماثل في قوته تأثير الحادث من الرياح وقوى المد، وأن التأثير في الحياة البحرية في أي حال من الأحوال سوف يؤثر على البيئة المائية التي يعيشون بها، وفي حركة الأمواج على سطحها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
