ليس عرفة وحده.. جبال يحج إليها الناس في العالم

تمثل الجبال والمرتفعات أحد أهم مناطق التي يحج إليها الناس في العالم، ويعتقد المسلمون أنه لا يوجد سوى جبل عرفات الذي يحج الناس إليه، ولكن الحقيقة أن الكثير من الديانات السماوية والوضعية تحتل الجبال نصيب الأسد كمزارات روحية تهوي إليها أفئدة الحجاج، وهذه هي أهم جبال يحج إليها الناس. 

جبل الكرمل

الكرمل

يأخذ جبل الكرمل شكل مثلث، وهو واحد من جبال يحج إليها الناس، ويعد جبل ساحلي في فلسطين المحتلة، وأعلى قمة جبلية به هي قمة عين الحايك وتبلغ 600 مترًا، ويقع جزء كبير منه في حيفا والباقيعلى بعض القرى الساحلية، وتقع على الجبل حدائق البهائيين التي تعتبر مقصد حج الطائفة البهائية، وتغطي 200 ألف هكتار على جبل الكرمل.

وتحتوي الحدائق على عدد من المزارات الهامة للبهائيين ومنها قبر الباب وهو المبشر بقدوم الدين البهائي، وبيت العدل الأعظم وهو مركز الديانة البهائية في العالم، والعديد من المباني الأخرى التي يحج إليها البهائيون، وبدأ إنشاء حدائق البهائيين في عام 1948، وانتهى انشائها في عام 1953 وهي مفتوحة للجميع، وتعد من أبرز

جبال يحج إليها الناس.

جبال الحج لغير المسلمين

جبل جرزيم

جرزيم

يعتبر جبل جرزيم جنوبي مدينة نابلس هو مكان حج أتباع الديانة السامرية، وهي طائفة تؤمن بالنبي موسى وتتخذ الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم كتابًا مقدسًا لها، ويرتفع الجبل مسافة 881 متر، وتسكن الطائفة السامرية على قمته، وتعتبره قبلتهم في الصلاة، وسبب قدسية الجبل لدى السامريين أن عليه قدم نوح عليه السلام وعليه أراد إبراهيم أن يقدم إسحاق كأضحية، وعليه نام يعقوب ورأى السلم منصوب والملائكة عليه، وعليه ابتهل موسى لرؤيته وعمارته، وعليه بنى يوشع بن نون هيكل موسى عليه السلام بعد دخول الأرض المقدسة.

ويصعد إليه الحجاج السامريين أثناء الحدث الأكبر للطائفة السامرية الذي يتكرر أربع مرات في السنة وهو الحج، في مشهد مهيب حيث تجد الجبل وقد إمتلآ بمئات البشر، متشحين بالأبيض الناصع ويعتمرون طرابيشًا حمراء ويحمل أحد الكهان لفائف التوراة عاليًا لأداء طقوس الحج.

ويعتبر الحج لدى السامريين في ثلاثة أعياد هي عيد الفصح ويحتفل به في 14 من أول شهور السنة العبرية، وفقًا للتقويم العبري السامري، وفي عيد الفطير وهو في 15 من الشهر الأول للسنة العبرية، ويستمر 7 أيام وفي اليوم السابع منه يصعدون على قمة جبل جرزيم حيث طقوس ختام عيد الفصح، وعيد الحصاد وهو ذكرى نزول التوراة أو عيد 'الأسابيع السبع' ويصعد السامريون على قمة جبل جرزيم للصلاة ويأتي بعد 50 يوم من عيد الفصح، ويختتم الحج في عيد المظال ويأتي في اليوم 15 من الشهر السابع العبري، ويصعدون الجبل في يومه الأول ويجمع فيه السامريين الأربع أصناف التي ذكرتها الشريعة وهي أشجار البهجة وسعف النخيل واغصان أشجار غبياء وصفصاف الوادي.

ستوبا نيبال

يعتبر مرتفعات التبت تحوي على أحد الأماكن المقدسة الأربعة التي يحج إليها البوذيين عند لومبيني مسقط رأس بوذا، وتشمل قيامهم بالذحف على بطونهم مرتدين قباقيب في أيديهم وأرجلهم حتى يصلون لتمثال بوذا فيسجدون له، في معبد ستوبا الواقع على بعد 11كم من العاصمة النيبالية كاتماندوا، وهي تأسست من قبل الملك النيبالي ماناديفا.

جبل صهيون

صهيون

يقع داخل مدينة القدس الشريف ويرتفع 765 متر، وهو جزء لا يتجزأ من المدينة وتكمن أهميته أنه يوجد عليه قبر سيدنا داود عليه السلام، ويسمى علية صهيون، ويعتبر أحد المزارات الهامة للحج المسيحي، لأنه يرتبط بالعديد من الأحداث الهامة في المسيحية مثل العشاء الأخير والعنصرة وغسل الأرجل، غير الأهمية الروحية داخل العقيدة المسيحية ذاتها حيث تأسس كل من القداس الإلهي وسر القربان، ويوجد على الجبل دير للرهبان الفرنسيسكان والذين أعطاهم الأيوبيين حق الإشراف على المقدسات المسيحية في بيت المقدس، وأطلق على رئيسهم 'حارس جبل صهيون'، ومن هذا الجبل جاء مصطلح الصهيونية نسبة لجبل صهيون وهو يمثل الأمال القومية لليهود.

هضبة موريا

موريا

هي الهضبة التي تقع عليها المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة، وحائط البراق، وتعتبر الهضبة محج لكل من أتباع الديانتين اليهودية والمسيحية على السواء، ويعود اسم الهضبة إلى الكنعانيين ويعني 'المختار'.

جبل عرفة

عرفة

'الحج عرفة' بهذا الحديث النبوي الشريف حدد الرسول صلى الله عليه وسلم، صعود جبل عرفة كأهم ركن في رحلة الحج الإسلامية، ويقع جبل عرفة على الطريق بين مكة والمدينة، حيث يبعد عن مكة المكرمة 22كم، ويرتفع 300 متر، وعليه نصب بإرتفاع 7 متر لتحديده عن باقي الجبال، ويتوافد إليه ملايين الحجيج في وقفة عيد الأضحى ليؤدوا ركن الحج الأعظم ويبتهلون لربهم حتى غروب الشمس.