يُعلق الناس في بعض الأحيان فشلهم على 'شماعة' الحسد، بالطبع هذا المصطلح موجود في بعض الثقافات منذ آلاف السنين قبل أن يرد ذكره في القرآن الكريم، لكن خسارتك لشيء عزيز عليك أو انهيار علاقة بين اثنين، ليس دليل كاف على أن هناك عين أصابتك، وحاول الأسلاف إبطال مفعول الحسد منذ آلاف السنين عن طريق تمائم مختلفة تطورت في النهاية وأخذت شكل 'العين الزرقاء'.
وتقول دكتورة نيس ييلديران، أستاذة التاريخ الفني بجامعة 'بهتشه شهير' بإسطنبول، في تصريحات صحفية، إنه عثر على أول أشكال تمائم العين ويعود إلى عام 3300 قبل الميلاد، بسوريا وهوعبارة عن تمثال له عيون كثيرة منحوت من حجر الألباستر.
وفي مصر فالاعتقاد بالحسد كان منذ القدم، حيث آمن القدماء بأن عين حورس الزرقاء تحميهم من الشر والطاقات السلبية، لكن الاعتقاد بالحسد يبعدك عن تحليل المشكلة التي وقعت فيها، فلن تصيبك العين بسبب نشرك صورة على موقع التواصل الاجتماعي أو إفصاحك عن معلومة، فدائمًا هناك أسباب.
وأوضح الكاتب الفلسفي سامح عسكر، في بحث له بعنوان 'حقيقة العين والحسد في القرآن'، المقصد وراء ذكر الحسد في القرآن، حيث أكد أن الحسد في القرآن هو مُجرد تمني زوال النعمة عن الآخرين، ولا يصبح هذا التمني مؤثر إلا إذا شرع الشخص في تحقيق هذه الرغبة بنفسه.
وهناك مئات المشاهير الذين يكشفون عن ثرائهم الفاحش من خلال مقاطع الفيديو أو بعض الصور، ويتابعهم مئات الملايين حول العالم، ولا يصيبهم أي شر، بل نجاحهم مستمر.
ومن هؤلاء المشاهير نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو، الذي ينشر تفاصيل حياته الفارهة تقريبًا بصورة يومية عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، التي تبلغ حوالي 300 مليون متابعا، ولا يصاب بأي أذى ويستمر في نجاحه.
أما عائلة كارداشيان، فيزداد ثرائهم يوم بعد يوم على الرغم من برنامجهم 'تلفزيون الواقع' الذي يستعرض تفاصيل حياتهم، ويكشف عن مجوهراتهم وسياراتهم ومنازلهم التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
ولو نظر الباحثون عن النجاح إلى 'الحسد' لما تربع النجم محمد رمضان، على عرش قائمة النجوم الأعلى أجرًا في الوطن العربي، أو تصدرت أعماله عناوين الصحف الإخبارية، بالرغم من مشاركته الكثير في حياته مع جمهوره.
الحسد والمشاهير
وبالتأكيد يوجد الكثير من الحاقدون على نجاح هؤلاء، ولكن يبقى هذا الغل مجرد تمني لزوال الثراء الذي حققوه من خلال أعمالهم.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
