اعلان

كورونا يغتال "المفاوض الشيطان".. صائب عريقات 65 عاما من النضال (بروفايل)

صائب عريقات
صائب عريقات

لم يدر في خُلد محمد صالح عريقات، رجل الأعمال الذي عاش فترة بالولايات المتحدة أن يرزقه الله بطفله السادس مخلدا لأسمه بحروف من نور، ولد الطفل لا يدري ما يحدث في بلاده من سيطرة للإحتلال الإسرائيلي على جنباتها، ويحيا أملا بأن يكون له دورا في إنهاء الصراع الذي استشري بجميع أنحاء دولته فلسطين، والتي كانت حينها تحت الإدارة الأردنية.

في 28 أبريل 1955 ولد صائب عريقات، في بلدة أبودريس بمحافظة القدس بفلسطين، متلقيا تعاليمه المدرسية الأساسية في مدينة أريحا، ليحصل على شهادة الدراسة الثانوية عام 1972، ويستكمل دراسته حتى وصل لدرجتي البكالوريوس والماجيستير من جامعة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1978، لترسله جامعة 'النجاح الوطنية' لجامعة 'برادفورد' في المملكة المتحدة ليحصل على درجة الدكتوراه بدراسات السلام عام 1983.

ظلت دولته وقضيتها شغله الشاغل على الرغم من سنواته الطوال التي حياها بعيدا عنها، ليعود مرة أخرى إلى مسقط رأسه عاملا كمحاضر بالجامعة التي أرسلته من قبل للحصول على درجة الدكتوراه، لم يكتف الشاب حينها بالتدريس فقط، فسعى ليكون له دورا بارزا في إحياء عملية السلام ونشرها في أنحاء الدولة، حتى لقب بـ'كبير المفاوضين الفلسطينين'.

نجح عريقات ليكون نائبا لرئيس الوفد الفلسطيني بمؤتمر مدريد عام 1991 وما تلاه من مباحثات في العاصمة الأمريكية واشنطن ما بين عامي 1992 و1993، ليعُيِّن رئيساً للوفد الفلسطيني المفاوض عام 1994، ثم وزيرا للحكم المحلي ضمن حكومة الرئيس الراحل ياسر عرفات، منذ مارس 1994 وحتى مارس 2003 وكان أول من شغل المنصب.

حمل له عام 1996 الكثير، حيث فيه لُقب بـ'كبير المفاوضين الفلسطينيين'، كما انتخب كعضوا بالمجلس التشريعي الفلسطيني وممثلا لدائرة 'أريحا' بالانتخابات العامة الفلسطينية 1996، ليطلق عليه 'عرفات' لقبه الأشهر 'شيطان أريحا'، في إشارهه لمعرفته وقدرته الكبرى في المفاوضات مع العدو الإسرائيلي، وإتقانه للعبة السياسية، كما كان أحد الموالين المقربين لـ'عرفات' إبان قمة كامب ديفيد عام 2000، وما تبعها من مفاوضات في طابا عام 2001.

لم ينتهي دوره بوفاه 'عرفات'، حتى تقرر تعيينه كوزيرا لشؤون المفاوضات بحكومة محمود عباس خلال الفترة من مارس 2003 وحتى أكتوبر 2003، كما عُين وزير دولة لشؤون المفاوضات، ثم وزيرا لنفس الوزارة مرة ثانية حتى 2005، ثم متابعا لشؤون وزارة الإعلام.

في فبراير 2005، عُين رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي مارس 2005، عُين عضوا بلجنة المفاوضات باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي أكتوبر 2005، عُين عضوا في مجلس الأمن القومي الفلسطيني بصفته رئيسًا لدائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، ليعيد انتخابه كعضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة محافظة أريحا بالانتخابات التشريعية الفلسطينية 2006، وفي عام 2009 انتخب عضوا باللجنة المركزية بحركة فتح، ثم اختير في نهاية عام 2009 عضوًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

تعددت ألقابه، بينما ظل الأقرب لقلبه هو 'أبي علي'، وشغل منذ عام 2015 منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث تزوج في سبتمبر 1981 من قريبته نعمة عريقات، لينجبا 4 أبناء.

بدأت حالته الصحية في الإنهيار بعدما خضع في 12 أكتوبر 2017 لعملية زراعة رئة في مستشفى إينوفا فيرفاكس في فرجينيا الشمالية، ليبتعد تماما عن المشهد، ويعود مرة أخرى في 9 أكتوبر 2020، معلنا إصابته بفيروس كورونا، لينقل إلى مستشفى هداسا عين كارم الإسرائيلي في القدس 18 أكتوبر 2020 لتلقي العلاج بعدما ساءت حالته الصحية.

ظل مدافعا عن بلده وحقوقها حتى وفاته، فقد طالب محكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في حادث قتل إسرائيل لـ'إياد الحلاق'، مطالبا رفع الحصانه عن قاتله ومحاسبته، كما طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية إصدار بيانا يدين فيه الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، أو الاستقالة من منصبه، ليقول في رسالته: 'الإمارات كافأت إسرائيل ونتنياهو على جرائمهما، والاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، خرق فاضح لقرارات الجامعة العربية'.

وتوفي، اليوم، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين السابق بعد إصابته بفيروس كورونا، بعدما تدهورت حالته الصحية ونقل لأحدى

WhatsApp
Telegram