صدر حديثًا كتاب يحمل اسم 'أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي'، للباحث المصري كريم جمال، الذي ركز من خلاله على فصل واحد فقط من السيرة الطويلة لأم كلثوم، وهو دورها الوطني في السنوات التي تلت هزيمة مصر عام 1967، والمعروفة بـ 'النكسة'، حيث قدمت كوكب الشرق في هذه الفترة مجموعة من الأغاني الوطنية التي علقت في أذهان المصريين حتى وقتنا هذا.
وقال الباحث الشاب، كريم جمال، في كتابه، إن أم كلثوم عزمت في هذه السنوات تحويل حزنها إلى عمل فني دؤوب، من خلال القيام بعدد من الجولات الغنائية في الدول العربية وباقي دول العالم، وخصصت عائد هذه الحفلات لدعم المجهود الحربي في مصر وقتها، بالإضافة إلى عدد من الجهود الأهلية، أيضا، داخل البلاد، حتى رحلت بعد عامين فقط من انتصار أكتوبر المجيد.
واعتمد الكاتب في كتابه على سرد تفاصيل حياة أم كلثوم بداية من منتصف عام 1967، حتى الوصول إلى أعتاب مرحلة جديدة في حياة المصريين بعد انتصار أكتوبر المجيد عام 1973.
ويرافق الشاب كريم جمال، خلال فصول الكتاب، كوكب الشرق في رحلاتها المستمرة حول الدول العربية والعالمية لإحياء حفلاتها الغنائية.
والكتاب الذي يضم 600 صفحة لم يغفل عن تفاصيل العلاقات التي كونتها أم كلثوم في الدول التي زارتها، بالإضافة إلى الحفلات التي قدمتها، في وقت سابق، في هذه الدول، مع ردود الأفعال، من خلال الاستعانة بأرشيف صحفي كبير.
ويضم الكتاب أيضا قائمة بعائدات حفلات المجهود الحربي، والتي قدمتها أم كلثوم للحكومة المصرية وقتها، بالجنيه المصري والدينار البحريني والدينار التونسي، والجنيه الإسترليني.
ويحاول الباحث الشاب، في كتابه، رسم ملامح كوكب الشرق المختلفة في هذه الحقبة، فعلى سبيل المثال، شكل وجهها والقلق يسطر عليه حين تطلب من الصحافي محمد حسنين هيكل، تسهيل الأمور لها لمقابلة وزير الدفاع المصري وقتها، المشير عبد الحكيم عامر، وذلك للاطمئنان على وضع مصر العسكري وقتها.
وبعد ذلك يرصد ملامح وجهها عند صدمتها بقرار الرئيس جمال عبد الناصر عند سماع خطاب التنحي، وغيرها في المواقف الصعبة في تلك الفترة.
وقال الكاتب، في تصريحات صحفية، إن الكتاب استغرق منه ثلاث سنوات، وفضل تقديم المعلومات الموثقة فيه بشكل مقارب للسرد الروائي، مشيرًا إلى أن معظم المعلومات الواردة من الأرشيف الصحفي المصري.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
