تصل غدًا الكرة الأرضية إلى أقرب مسافة من الشمس "الحضيض" عند الساعة 12:38 صباحا بتوقيت جرينت، وذلك بالتزامن مع فصل الشتاء في النصف الشمالي.
الأرض على موعد مع "الحضيض الشمسي"
ومع بداية كل عام ميلادي جديد تكون الأرض على موعد مع "الحضيض الشمسي"، وتحديدا في أوائل يناير، وذلك عندما تكون عند أقرب مستوى من الشمس ، وبعد انتصاف العام وتحديدا في أوائل شهر يوليو تصبح الأرض عند أبعد نقطة من الشمس، فيما يعرف باسم "الأوج".
ومصطلحا الأوج والحضيض، كان الفلكي الألماني "يوهانس كيبلر" أول من صاغهما في إطار وصف الحركة المدارية للكواكب، وذلك بكلمات من الحضارة اليونانية.
مدار الأرض حول الشمس بيضاوي الشكل
وفي هذا الصدد، قال المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، في بيان أصدره اليوم الثلاثاء، إن مدار الأرض حول الشمس بيضاوي الشكل وليس دائرياً ، لذلك فإن المسافة بيننا وبين الشمس تتغير على مدار عام، فعند الحضيض ستكون على مسافة 147,099,586 مليون كيلومتر أقرب بحوالي 5 مليون كيلومتر إلى الشمس ( المسافة بين مركز الأرض ومركز الشمس) مقارنة بما ستكون عليه بعد ستة أشهر من الآن عندما ستصل الأوج – أبعد مسافة من الشمس – في الرابع من يوليو على مسافة 152,096,155 مليون كيلومتر من الشمس .
وأضاف أن فرق المسافة ليس كبيراً بين الحضيض في يناير و الأوج في يوليو، ولكن هذا الاختلاف في المسافة يعني أن قرص الشمس سيبدو ظاهرياً الآن أكبر قليلاً من المعتاد وأكثر إشراقًا بنسبة 7 % ، ومع ذلك لا يذوب الثلج في النصف الشمالي لأن الفصول الأربعة تحدث أساساً بسبب ميل محور دوران الأرض وليس قربها أو بعدها عن الشمس.
فصل الشتاء يكون القطب الشمالي مائلا
وأوضح أنه خلال فصل الشتاء يكون القطب الشمالي مائلا بعيداً عن الشمس، في حين أنه خلال الصيف يكون مائلا باتجاه الشمس، وعلى الرغم من أن اقتراب وابتعاد الأرض ليس المسؤول عن حدوث الفصول إلا أن ذلك يؤثر على طول تلك الفصول.
وتابع "عندما تكون الأرض قرب الشمس كما هو الآن فإنها تتحرك أسرع في مدارها حيث تندفع بسرعة 30.3 كيلومتر بالثانية تقريباً مقارنة بسرعتها في أوائل يوليو، وبالتالي فإن فصل الشتاء في النصف الشمالي هو أقصر الفصول الأربعة".