في واقعة غريبة من نوعها، التقط تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا صورة عالية الدقة لمجرة غير عادية تتميز بحلقة غبار استثنائية تحيط بهالتها.
وتعرف المجرة باسم مجرة الصمبريرة، نظرا لشبهها بالمظلة المكسيكية التي تحمل الاسم ذاته والتي تتميز بحواف خارجية واسعة وهي مجرة مُحدبة، تقع في حدود كوكبة العذراء والغراب، على بعد 31 مليون سنة ضوئية من الأرض وتمتلك نواة لامعة، ومركزا منتفخا بشكل غير عادي، وحزاما غباريا بارزا في قرصها المائل. ويعطي حزام الغبار المظلم والانتفاخ هذه المجرة مظهرها الشبيه بقبعة الصمبريرة.
وبحسب شبكة «روسيا اليوم»، تكشف الصورة الجديدة للمجرة التي التقطها تلسكوب جيمس ويب عن تفاصيل جديدة حول التركيب المتكتل لسحابة الغبار الممتدة عبر الحلقة الخارجية للمجرة.
وسبق أن التقط تلسكوب هابل صورة للمجرة في عام 2003، تُظهر هذه الحلقة الغبارية، لكنها كانت محدودة من حيث الطيف البصري، حيث كانت حلقة الغبار الكثيفة تحجب النجوم المتشكلة في داخلها، كما أن لمعان الثقب الأسود النشط في مركز المجرة كان يتفوق على أي تفاصيل أخرى في المنطقة المركزية.
وقبل أن يتمكن تلسكوب جيمس ويب من التصوير، كان يعتقد العلماء أن الحلقة الغبارية قد تخفي مناطق ولادة النجوم، بينما كان من المتوقع أن يحتوي مركز المجرة على انتفاخ نجمى مشابه لما هو موجود في مجرات أخرى. ولكن الصورة التي التقطها تلسكوب ويب تكشف عن قصة مختلفة تماما.
وتُظهر الصورة التي التقطها تلسكوب جيمس ويب باستخدام أداة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة (MIRI)، والتي تتميز بقدرتها على اختراق الكثير من الغبار الكوني، تجمعات من الغاز الجزيئي الدافئ في حلقة المجرة، لكن المفاجأة كانت قلة النجوم الشابة التي تُولد هناك. يبدو أن الحلقة الغبارية لا تُعد مصدرا رئيسيا لتشكل النجوم.
وبدلا من وجود هالة نجمية تحيط بالثقب الأسود، يوجد قرص مسطح. ورغم أن الثقب الأسود في المركز نشط، إلا أنه يُعد نواة مجرية منخفضة الإضاءة، وهو أمر غير متوقع نظرا لإنتاجه نفاثات بلازما، مثلما يحدث في النوى المجرية النشطة.
ويبدو أن مجرة الصمبريرة هي مجرة أكثر غرابة مما كان متوقعا. ورغم أن هذه الصور التفصيلية الأولى من تلسكوب جيمس ويب قد تكون حديثة، فإنها بالفعل تعد بالكثير من البيانات القيمة في المستقبل.