بطولات خالدة يدونها لنا التاريخ كل يوم لجيشنا الأبيض من الأطباء الذين يبذلون جهودا مضاعفة؛ من أجل إنقاذ المرضى، من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وتضحية جديدة سجلها مستشفى الحجرالصحى بتمى الأمديد، بمحافظة الدقهلية، الذى عمل فيه الطبيب السيدعلوش، طبيب الأطفال بمستشفى المطرية المركزى، حيث جاء دوره فى العمل بمستشفى الحجر الصحى بتمى الأمديد، وذهب من أجل علاج المرضى المصابين بالفيروس.
ترك الطبيب والده على فراش المرض، وقرر أن يقوم بدوره فى مستشفى الحجر الصحى، وبعد ساعات من عمله داخل المستشفى، جاءه الخبر المؤلم بموت والده، ورغم أن الخبر نزل عليه كالصاعقة، فقد احتبس الطبيب دموعه فى عنينه، وارتدى ملابسه الواقية، والقفازات فى يده والكمامة على وجهه، وقام بالمرورعلى الأقسام اليى يشرف عليها بالمستشفى، استكمالا لعمله وواجبه تجاه المرضى.
انتهى وقت العمل بالنسبة للطبيب، ورغم أن رغبته قوية في أن يكون بمنزل والده، من أجل توديعه الوداع الأخير، فإنه آثر أن يحرم نفسه، خشية نقل العدوى للآخرين، وقرر أن يبقى داخل المستشفى ويشاهد جنازة والده عبر مقطع فيديو تم تصويره أثناء تشييع الجنازة بعد صلاة ظهر اليوم بالمطرية.
حرم الطبيب من وداع والده الأخير، وأن يشرف على مراسم دفنة، وأن يقف ويستقبل المعزين فى وفاة والده، وقرر أن يتغلب على تلك المشاعر التى لا يتحملها أحد بالعمل مع المرضى، وكان التفكير الأول له هو صحة أهالى مدينته، والتضحية من أجلهم بعدم حضور جنازة والده، وحضور مراسم العزاء.
ومن جانبهم، طالب أهالى مدينة المطرية من محافظ الدقهلية، أن يتم تكريم الطبيب، وذلك بسبب الإخلاص فى عمله، وحرصه الشديد على عدم عودى الآخرين، مؤكدين أن الطبيب كان على علاقة قوية بوالده، وبالرغم من ذلك خشى على أبناء مدينتة من العدوى.