أصبحت 'شروق محمد' ملاك الرحمة، أول شهيدة من صفوف التمريض بمحافظة المنيا 'حديث الأهالي'، بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة عقب إصابتها بفيروس كورونا المستجد، لتكون أول شهيدة من ملائكة الرحمة بعروس الصعيد.
سنوات من الدراسة الشاقة قضتها 'شروق محمد' لتحقق حلمها للعمل كملاك رحمة بإحدى المستشفيات، وترتدي البالطو الأبيض الذي حلمت به كثيرا بين غفواتها، لتحصل في نهاية المطاف علي كارنية النقابة العامة لمهنة التمريض، لتصف نفسها بـ'ممرضة الكورونا' عقب حصولها على كارنية النقابة.
معاناة الصغيرة سجلت فصولها عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' ليراقبها الجميع في دعوات الشفاء من خلف ستار الأجهزة الإلكترونية، لتعلن عن إصابتها بفيروس كورونا المستجد في السابع من شهر يوليو الجاري، قالت خلاله 'أنا دلوقت في مرحلة الإصابة بكورونا ومش خايفة وعارفة إن أي حاجة ربنا بيعملهالنا خير للإنسان إن شاء الله.. لما ربنا يتم شفايا هدخل على مرحلة تجربتي مع المرض'.
وفي اليوم التالي أعلنت ملاك الرحمة '20 يوم شغل تمريض واتصابت بالفيروس ومافيش تحسن في جسمي بل بالعكس بيزاد سوء والحرارة مابتنزلش عن 41 رجاء خلو بالكوا من نفسكوا وادعولي بالشفاء'، لتسجل أخر منشوراتها عبر صفحتها علي مواقع التواصل الاجتماعي قائلة: 'وإن توفيت فاسمحوا دموع قلب أمي فلن يفقدني أحد سواها'.
وصيتها الأخيرة تناقلها زملائها في العمل، بعد أن قامت بنشرها في الأول من يوليو الجاري مطالبة بتنفيذها حال وفاتها: قائلة' وصية وإقرار مني لما أموت محدش ينزل صوري لأن اي حد هينزلي صور وأنا ميتة مش مسمحاه ليوم القيامة ادعولي بس ومتدفنونيش بليل مهما حصل، وخليكم شوية لحد ما اتعود علي المكان اقرأوا سورة يوسف على قبري علشان مخافش وشغلولي قرآن كتير ومتعيطوش، عارفة هيبقى غصب عنكم بس حاولوا.. حد يقولي الشهادة ويدعيلي بالثبات عند السؤال، اللي يفتكرني مرة إني وقفت جنبه يهاديني بالصدقة، الوقت هيمر وهننسى بس وقت ما أجي على بال حد ويفتكرني يقرألي الفاتحة ويدعيلي ربنا يجعلني من أهل الجنة ويغفرلي، قررت أنزل كده لأن فعلا العمر مش مضمون محدش يزعل ويقولي بعد الشر وليه بتقولي كده أحنا في غفلة يا جماعة والله.