حالة من الغضب الشعبي انتابت المواطنين والأهالى بصفة عامة ببني سويف، والمزارعين والفلاحين بصفة خاصة، إزاء ما تردد حول بدء دولة إثيوبيا ملء سد النهضة وإتخاذ إجراءات من جانب واحد، دون التنسيق مع الدولة المصرية وكافة الأطراف الدولية.
المزارعين ببني سويف
ففى محافظة بني سويف، عبر العديد من الفلاحين والمزارعين عن غضبهم وتخوفهم من قيام إثيوبيا باحتجاز مياه نهر النيل المخصصة للدولة المصرية، مفوضين الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، باتخاذ كافة الإجراءات لحماية مياه نهر النيل، مؤكدين على وقوفهم خلف قيادتهم السياسية.
نقيب الفلاحين ببني سويف
قال سعد الدالى، أحد المزارعين، ونقيب الفلاحين ببني سويف، إن مشروع سد النهضة الإثيوبي يمثل الكثير من المشاكل والمتاعب والقلق بالنسبة لنا، مشيرا إلى أن كافة الفلاحين والمزارعين متخوفون من أضرار سد النهضة الإثيوبي.
وطالب نقيب الفلاحين ببني سويف، من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بخطاب واضح وموضح للفلاحين للاطمئنان على المياه، موضحا أن كافة الفلاحين والمزارعين مهددون، لأنه مياه نهر النيل هى مصدر الرزق لهم ولأبنائهم.
مياه النيل بترع بنى سويف
وأكد على أن الفلاحين والمزارعين يقومون بعملية الإنتاج الزراعى لكافة المحاصيل الزراعية، وأن هذا الإنتاج يعود بالخير على الدولة المصرية وكافة أنحاء العالم، مشيرا إلى وجود حالة من الخوف والقلق والتوتر والفزع بين المواطنين والأهالى والمزارعين بشكل كامل، ونريد التوضيح من الرئيس حول مياه السد الإثيوبي.
وقال إننا جميعا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ونقف خلفه بكل قوتنا، مؤكدا على تفويض الشعب المصري والمتمثل في الـ100 مليون مصرى، بإتخاذ ما يلزم للحفاظ على مياه نهر النيل الذى يمثل لنا حياة أو موت.
المزارعين ببني سويف يعبرون عن تخوفهم من سد النهضة
وأوضح عبدالعزيز محمد عبد العزيز، مزارع ببني سويف: كمزارعين وفلاحين بالمحافظة ما بين حياة أو موت يا إما نعيش أو نموت، موضحا أنه عندما تتواجد مياه نهر النيل بكثرة يعم الخير على الكل، وحينما تقل وتغيب مياه النيل يسيطر الخراب والدمار على الكل.
إحدى الترع المائية ببني سويف
وأكد على ضرورة وجود توضيح قاطع من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لكافة أبناء الشعب المصري، وما مدى موقف الدولة من حصة المياه، مشيرا إلى كافة أبناء المحافظة مع رئيس الجمهورية، باتخاذ ما يلزم للحفاظ على مياه نهر النيل.
مزارعين يتخوفون من نقص مياه النيل
وكانت قد أعلنت جمهورية مصر العربية، خلال اليومين الماضيين، على أنها تقدمت بطلب إلى مجلس الأمن بالأمم المتحدة حول سد النهضة الإثيوبي تدعو فيه المجلس إلى التدخل من أجل تأكيد أهمية مواصلة الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) التفاوض بحسن نية تنفيذاً لالتزاماتها وفق قواعد القانون الدولي من أجل التوصل إلى حل عادل ومتوازن لقضية سد النهضة الإثيوبي، وعدم اتخاذ أية إجراءات أحادية قد يكون من شأنها التأثير على فرص التوصل إلى اتفاق.
مياه النيل بالترع
وقد استند خطاب مصر إلى مجلس الأمن إلى المادة 35 من ميثاق الأمم المتحدة التي تجيز للدول الأعضاء أن تنبه المجلس إلى أي أزمة من شأنها أن تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية أن جمهورية مصر العربية اتخذت هذا القرار على ضوء تعثر المفاوضات التي جرت مؤخراً حول سد النهضة نتيجة للمواقف الإثيوبية غير الإيجابية والتي تأتي في إطار النهج المستمر في هذا الصدد على مدار عقد من المفاوضات المضنية، مروراً بالعديد من جولات التفاوض الثلاثية وكذلك المفاوضات التي عقدت في واشنطن برعاية الولايات المتحدة ومشاركة البنك الدولي، والتي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق يراعي مصالح الدول الثلاث والذي قوبل بالرفض من أثيوبيا، ووصولاً إلى جولة المفاوضات الأخيرة التي دعا إليها مشكوراً السودان الشقيق وبذل خلالها جهوداً مقدرة من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يراعي مصالح كافة الأطراف.
إلا أن كافة تلك الجهود قد تعثرت بسبب عدم توفر الإرادة السياسية لدى أثيوبيا، وإصرارها على المضي في ملء سد النهضة بشكل أحادي بالمخالفة لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث في 23 مارس 2015 والذي ينص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، ويلزم أثيوبيا بعدم إحداث ضرر جسيم لدولتي المصب.
وأكدت مصر مجدداً على حرصها على التوصل إلى اتفاق يحقق مصالح الدول الثلاث ولا يفتئت على أي منها، وهو ما دعا مصر للانخراط في جولات المفاوضات المتعاقبة بحسن نية وبإرادة سياسية مُخلِصة.
ومن هذا المنطلق، ونظراً لما تمثله مياه النيل من قضية وجودية لشعب مصر، فقد طالبت مصر مجلس الأمن بالتدخل وتحمل مسئولياته لتجنب أي شكل من أشكال التوتر وحفظ السلم والأمن الدوليين.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
