'يا ساكني مطروح.. جنيه في بحركم'.. كلمات يذكرها الجميع بشاطئ العشاق بمرسي مطروح 'شاطئ الغرام'، صاحب شهرة كبيرة لرواد ومحبي هذه المدينة الساحرة والتي تغنت بها الفنانة ليلي مراد، 'الناس تيجى وتروح وأنا عاشقة حيكم'، كانت هذه الأغنية بداية عشق الفنانة الراحلة لشواطئ مطروح قبل منتصف القرن الماضي، فى فيلمها 'شاطئ الغرام' والتى رحلت عن عالمنا منذ 20 عامًا.
كما تغنت الفنانة ليلى مراد عن مطروح أيضا 'بحب اتنين سوا يا هنايا في حبهم.. الميه والهوا طول عمري جنبهم'.. في فيلم 'شاطئ الغرام' على صخرة بأحد الشواطئ، ويجلس الشاب الفنان حسين صدقي.
يمتلك شاطئ الغرام شهرة كبيرة، بعد فيلم ليلى مراد، حيث ردد أهالي مطروح أغنيتها، بإطلاق اسم الفيلم على الشاطئ الذى غنت فيه، وأطلقوا على الصخرة التى كانت تجلس فوقها 'صخرة ليلى مراد'.. وليست ليلى مراد وحدها، هي من تأثرت بأغنيتها، فقد تبعها الملايين من المصريين والعرب والأجانب.
ليلى مراد.. بنت الريف والأكابر والفقراء، وأسمها الحقيقى ليليان زكي مراد موردخاى، من مواليد حى العباسية بالقاهرة، ولدت فى 17 فبراير 1918، وهى لأب يهودى هو إبراهام زكى موردخاى أو زكى مراد، وأم يهودية مصرية تدعى تويفا سمحون، وشقيقة الفنان منير مراد، ويعد فيلم 'شاطئ الغرام' من أهم الافلام التى تركت أثرا كبيرا في نفوس أهالي محافظة مطروح وعشاقها حتى اليوم.
وكان للفنانة ليلى مراد صلة وثيقة في سنواتها الأخيرة، بالشيخ محمد متولي الشعراوي، حتى آخر لحظات حياتها وبعد إعلان إسلامها، وبعد رحيلها تمت الصلاة عليها في مسجد السيدة نفيسة، الذي كانت دائمًا تزوره وتتصدق فيه، ودُفنت بمقابر العائلة بالبساتين.
فندق إقامة الفنانة ليلي مراد منتصف القرن الماضي
وأيقونة شاطىء الغرام، خطوة واحدة صعدت بها قيثارة الغناء العربى ليلى مراد لصخرة بشاطئ مجهول بمطروح وغنت 'يامسافر وناسي هواك ريداك والنبي رايداك'، ففتح التاريخ أبوابه للشاطىء وللصخرة.
الأغنية الشهيرة، جاءت فى مشهد من فيلم شاطئ الغرام، عام 1950 فأصبح هذا الشاطىء من أشهر معالم مطروح السياحية، ويحرص أكثر من 5 ملايين مصطاف سنوياً على زيارة صخرة ليلى مراد والتقاط الصور التذكارية بجوارها.
كما تم إطلاق اسم الفيلم على الشاطئ الموجودة به الصخرة ليصبح 'شاطئ الغرام' حيث صنع الفيلم دعاية هائلة لمطروح خاصة بعد أغنية 'يا ساكنى مطروح جنيه فى بحركم' وتدفق الآلاف من المصطافين لمطروح فى الخمسينات بعد عرض الفيلم.
واعترافاً بفضل ليلى مراد، فى ازدهار السياحة الشاطئية بمطروح طوال ٧٠ عاما، أزاح محافظ مطروح العام الماضي، الستار عن تمثال كامل بالحجم الطبيعي من البرونز لليلي مراد بميدان شاطئ الغرام بعد وضعه على قاعدة رخامية وهو ثاني تمثال في مصر يقام لمطربة بعد تمثال أم كلثوم في المنصورة، بالإضافة لإطلاق اسمها على المسرح الجديد المكشوف بالشاطئ الذي سيتم افتتاحه قريبا بعد الانتهاء من تطوير شامل له.
تمثال الفنانة ليلي مراد بشاطئ الغرام بمطروح
مسرح الفنانة ليلي مراد بشاطئ الغرام بمطروح
وقال محمد عيسى، خبير سياحي وصاحب منشأت سياحية، إن شاطئ الغرام يقع غرب مدينة مرسي مطروح، وهو من أشهر شواطئ مرسي مطروح والساحل الشمالي، حيث تغنت المطربة ليلي مراد على إحدى صخوره بأجمل عبارات الغزل والحب في فيلمها الشهير مع الفنان حسين صدقي'شاطئ الغرام'.
ويستطيع أي مصطاف من زائري مدينة مرسي مطروح، أن يصل لشاطئ الغرام، من خلال الباصات العامة أوبسيارة أجرة' تاكسي' لتقطع مسافة من وسط المدينة إلي ناحية الغرب تقدر بـ 15 كم، حيث إن الشاطئ الذي تسبقه صخرة حمام كليوباترا، والتي شهدت هي الأخري قصة العشق الشهيرة بين ملكة مصر كليوباترا، صاحب حمام المنحوت في صخرة عملاقة وحبيبها مارك أنطونيو أحد القادة البارزين للدولة البطلمية.
محمد عيسى خبير سياحي وصاحب منشأت سياحية
ويتميز شاطئ الغرام، باتساع مساحته وطول المساحة المطلة علي الخليج ذات الألوان المتدرجة من الأزرق الغامق إلي 'التركواز' من ناحية الشرق، بينما يحيطه من ناحية الغرب مياه البحر الكبير، وهو عبارة عن شبه جزيرة تحيطها مياه الخليج، ويشتهر بالكافيتريات ومطاعم المأكولات البحرية، ومن ناحية المدخل يقع اعرق المصايف للنوادي الشهيرة في القاهرة ومنها نادي الزمالك وبعض الفنادق السياحية الشهيرة.
ويروري لنا عصام جاد مدير أحد الفنادق بمطروح، أنه عندما أتي فريق تصوير 'شاطئ الغرام' والذي قامت ببطولته الفنانة المطربة ليلي مراد، ولم يكن الشاطئ حينذاك معروفًا، وكان الطريق المؤدي له غير ممهد، وعبارة عن ممرات ضيقة بين رمال البحر البيضاء، بينما مياه الخليج التي تحيط به من الناحية الشرقية، والمعروفة بميناء عثمان، عبارة عن بحيرات ضحلة 'ملاحات' ممتلئة بالبوص والحشائش، حتي تم تعميقها في سبعينيات القرن الماضي، تمهيداً لإنشاء ميناء تجاري حينذاك.
عصام جاد مدير أحد الفنادق بمطروح
ويضيف عبد المالك تماوي، شيخ صيادي مطروح، أن رحلة الفنانة ليلي مراد إلي مدينة مرسي مطروح، التي استمرت أسبوع كامل لتصوير مشاهد الفيلم، كانت تستقر في فندق 'الليدو' المطل مباشرة علي البحر، ويقول: 'كانت بالفعل تجلس بالساعات أمام شاطئ البحر خلال فترات التصوير في نفس الأماكن التي ظهرت بالفيلم، ومنذ ذلك التاريخ وبعد عرض الفيلم، سمي الشاطئ باسم شاطئ الغرام نسبة إلي الفيلم، وكذلك الصخرة التي كانت تجلس عليها أثناء الأغنية وهي صخرة ليلي مراد والتي مازال لها بقايا حتى الآن.
وتؤكد ليلي فرغلي، من القاهرة، أن أغلب المتزوجين حديثًا يحرصون علي زيارة الشاطئ والذهاب إليه وإلي صخرة حمام كليوباترا، وأول ما يسألون عنه هي صخرة ليلي مراد، التي غنت وهي جالسة عليها لموج مطروح، تحكي عن لوعة غرامها وأشواقها إليه، حيث يحرص من يزور السخرة والشاطئ يلتقطون الصور الجماعية والفردية من كل زواياه.
وقال تامر عبد الرؤوف من شباب مطروح، إن الشباب يحرص علي تسلق إحدى الصخور الكبيرة بالشاطئ والقفز من أعلاها في مياه البحر الكبير أو 'الغريق' كما هو شائع، وتعتبر من أشهر الرحلات السياحية علي شواطئ مرسي مطروح، رحلات مراكب الشراع التي تنطلق من شاطئ روميل شرقا وحتي الغرام غربا ثم العودة مرة أخري وخاصة قبل ساعات الغروب وللعلم جميع الخدمات الأساسية من حمامات ودورات مياه وغطاسين ووحدات إنقاذ متمركزه بالشاطئ، وهو يعتبر شاطئا عامًا ذا طابع خاص نظرًا لشهرته وتاريخه.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
