كعادة الغربية تحمل بين طياتها نماذج مشرفة، تسطر قصصا تصنف كدرب من دروب الخيال، كان أبرزها طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي، والدكتورة نبوية موسى ومحمد صلاح وغيرهم من القامات الرفيعة.
قرية "بشبيش" التابعة لمركز المحلة، كانت على موعد مع ميلاد نجم جديد، كتبت سطور قصته بالألام والأوجاع، إلا أنه وقف صامدا ليضرب مثالا لكل من حوله على قوته وعزمه.
"محمد علي سعد"، ابن قرية بشبيش بالمحلة الكبرى، ذلك البطل الذى حارب سرطان الدم، وتغلب عليه وقهرة، على مدار عامين، قضى معظمها داخل أروقة معاهد الأورام بطنطا والمنصورة، ولم تسمح له ظروفه الصحية أن يدخل امتحان الثانوية العامة مع رفاقه وتأخر للعام التالي ليكمل مسيرة تفوقه منذ الصغر.
"اكتشفت إصابتي بمرض اللوكيميا "سرطان الدم" عام 2017، عندما كنت فى الصف الثانى الثانوى عن طريق الصدفة، حيث أخفت عنى والدتى حقيقة مرضى، وخاصة أن مرحلة الثانوية فارقة فى حياتى"، بتلك الكلمات بدأ ابن قرية بشبيش حديثه لـ"أهل مصر".
وأضاف "سعد": "كان لابد وأن أرد جميل أمى، وهى التى ربتنا وسهرت علينا كى نصبح نماذج مشرفة بعد وفاة والدي، فكيف يخيب أمالها، وهى من ربة طبيبتين، وهن أختاي الأكبر منى، ورغم كل الصعوبات والمحن والآلام ومضاعفات العلاج بعد زراعة النخاع أكملت دراسة الثانوية في ظروف استثنائية، ولم يخيب الله أملى، وحصلت على المركز الرابع علمي علوم هذا العام بنتيجة 98.54%".
وتابع: "بحثت عن حلم والدي ووالدتي، واستقر بي الحال على طب أسنان المنصورة، وسأواصل رحلتي، وسأصل بفضل الله، وفضل دعاء أمي وأخواتي".
ومن جانبها، قالت أسماء سعد شقيقة الرابع علمي: "لو كان بكامل صحته وعافيته، لاحتل ترتيبا فى أوائل الجمهورية، وأطالب القائمين على مدرسة بشبيش الثانوية بتكريمه بشكل خاص، ومنحه حقه وإيصال قصته ومعاناته لأرفع المستويات بوزارة التربية والتعليم، لعله يجد من يكرمه ويشعره بتقدير الدولة الرسمى لكفاحه".
وأضافت: "أجندته كانت تشمل المذاكرة والعلاج وخاصة أدوية المناعة، بعد تبرع شقيقتى له بالنخاع، إلا أنه أصر واستمر وثابر وبذل مجهود مضنى خلال العامين الماضيين ليصل لذلك المجموع، حيث كانت تذاكر له والدتي، وتساعده فى حفظ الدروس على الرغم من أنها سيدة بسيطة، ذات تعليم متوسط".
واختتمت كلمتها قائلة: "كان دافعه الأول تحقيق حلمنا جميعا وحلم والدنا بأن نصبح جميعنا أطباء، والسند الحقيقي قبل أمنا الصبر والصلاة، فتحى بطل أفتخر به، وأتمنى أن أراه واقفا على قدمه رجلا مهما وذو شأن عظيم".