تحول مشهد الاحتفال بحفل الزفاف بعد أيام إلى جنازة شهيد بقرية بحر البقر بجنوب بورسعيد، وسط حزن كبير من جميع أهالي قرى جنوب المحافظة، وهم يشيعون جنازة البطل محمد أشرف عطا الله الذي يبلغ من العمر 20 عاما، بعد أن استشهد اليوم الإثنين، أثناء مداهمة إحدى البؤر الإجرامية بفاقوس بمحافظة الشرقية.
ينتظرون الجنازة وكأنهم في انتظار عريس يزفونه إلى الجنة
اهالى قرية بحر البقر يودعون الشهيد محمد اشرف
يقول والد الشهيد محمد الذي يعمل مزارعا: 'تلقيت خبر استشهاد ابني البطل محمد بذهول، قلبي وجعني، فكنت انتظره لأنه أخبرني أنه سيحصل على إجازة كبيرة تلك المرة لنعد له حفل زفافه الذي كان سيقام بعد أسبوعين، وبعد خبر استشهاد ابني روادني شريط ذكرياته منذ ولادته وحتى وداعه للمرة الأخيرة'.
وأضاف خلال حديثه لـ'أهل مصر': 'ابني كان مؤدب وكل البلد زعلانة عليه علشان أخلاقه، عمره ما زعل حد أبدا ولا عمر حد اشتكى منه ولم يأتي تفكيري يوما بأنني سأحرم منه مدى الحياة، كنت أتمنى ان يجعل الله يوم وفاتي قبل هذا اليوم'.
سرادق العزاء للشهيد محمد اشرفيتابع الاب حديثه و انا فى انتظار وصول وتابع:
وتابع والد الشهيد: 'قبل وصول الجثمان للقرية قلت لنفسي هل سيدفن دون أن أقبله؟ هل استطيع أن أضع يدي عليه وأضمه للمرة الاخيرة؟ وعندما وصل الجثمان انتفض قلبي وأدركت أن قلبي مات وسيدفن بجوار ولدي'.
وتقول الدته في حالة ذهول تام: 'مات ولم استطيع أن أضمه إلى صدري، حفل زفافه كان بعد أيام وكنت أعد فستان جميل لارتديه في فرحه، وقلت لنفسي سأكون أسعد أم في الدنيا وفي خلال تلك الأيام كنا نجهز له منزله الجديد، ووضعت ملابسه هناك وكأنني كنت أخرج جميع أشيائه من عندي للأبد ولم يخطر ببالي أنني سأذهب به إلى المقابر لأدفنه ويتغير الثوب من الأبيض الملون إلى الأسود، وأعتقد أنني سأرتديه مدى الحياة حزنا على ابن عمري'.
جنازة الشهيد محمد اشرف
ودعت الأم لابنها بالجنة وأن يصبر الله قلبها ويربط عليه وتدعوا على عدو حرمها من فلذة كبدها وقرة عينيها على كل ظالم قام بضرب أي جندي يحمي تراب هذا الوطن، حيث قالت بصراخ: 'ماذا فعل ابني ليقتلوه؟ هم الكفرة هم الإرهابين، هم من حرمونا من نور عنينا حسبي الله ونعم الوكيل فيهم وفكل من يمثل الخطر على مصر فهو إرهابي'.
اهالى قرية بحر البقر يودعون الشهيد محمد اشرفاهالى قرية بحر البقر يودعون الشهيد محمد اشرف