استعرض اللواء عادل الغضبان ، محافظ بورسعيد ، اليوم الخميس، الإجراءات الخاصة بتطوير البيت الإيطالى ببورسعيد وتحويله لمبنى تعليمى، وذلك فى إطار زيارة السفير جيامباولو كانتيبى سفير إيطاليا بالقاهرة ، لمحافظة بورسعيد ، لمناقشة مستجدات التعاون بين الجانب الإيطالى والمحافظة.
وأكد محافظ بورسعيد على أهمية مشروع تحويل البيت الإيطالى لمبنى تعليمى بما يساهم فى الارتقاء بالعملية التعليمية ببورسعيد، و يدعم التعاون مع الجانب الإيطالى، حيث وجه المحافظ بسرعة التنسيق بين المحافظة و الجانب الإيطالى للبدء فى أعمال تطوير البيت الايطالى وتحويله لمعهد تعليمى يخدم أبناء المحافظة.
ومن جانبه ، أكد السفير الإيطالى أن التعاون المثمر مع محافظة بورسعيد يساهم فى الحفاظ على التاريخ الإيطالى ببورسعيد ، لافتا أن مشروع إعادة تأهيل البيت الإيطالى يعطى الحياة للإرث الإيطالى ورغبة من الجانب الإيطالى لتكوين نشاط تعليمى فنى للشباب فى محافظة بورسعيد ، مؤكدا على شكره وتقديره لدعم المحافظ لأنشطة السفارة الإيطالية فى محافظة بورسعيد .
والجدير بالذكر إن البيت الإيطالي بني عام 1936 ميلادية، أي قبل الحرب العالمية الثانية، ليكون مقرًا للجالية الإيطالية الكبيرة في بورسعيد وقتها والتي كان يصل عددها إلى حوالي 30 ألف مواطن، أما الهدف الخفي أن يكون مقرًا للحاكم الإيطالي في مصر ظنًا منهم أن النصر سيكون حليف إيطاليا وألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وهو من تصميم المهندس الإيطالى 'Clemente Busiri Vici'، والاسم الفعلي للمبنى هو 'Casa Italia'، وفي أثناء الحرب استولت عليه بريطانيا وحولته لأغراض عسكرية ومستشفيات خاصة بجنود الحلفاء، وأصبح في تلك الفترة ناديًا بريطانيًا.
محتوياته :-
يضم الدور الأرضي به: سينما، وبار، أما الدور الأول فيضم: مكاتب إدارية، مطعم، محل لبيع الجواكت الجلدية، هدايا محلية، عطور، مجلات، حلوى تركى، وترابيزة تنس طاولة، وفي الدور الثانى يتواجد: حجرات مبيت، صالة للشاى، غرفة خاصة للسيدات، كوافير، صالة للرقص، ومطعم.
وعقب هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، تحول الجانب الأيمن من المبنى إلى المكتبة الأمريكية في فترة الستينات، والجانب الأيسر إلى سينما رويال، ومازالت آثار تثبيت المقاعد الخاصة بالسينما موجودة حتى الآن.
ويقع على واجهة 'البيت الإيطالي' آخر حجر مكتوب في عهد 'موسوليني'، حاكم إيطاليا ما بين عامي 1922 و1943، وهو من مؤسسي الحركة الفاشية الإيطالية، ويعتبر من الشخصيات الرئيسية المهمة في خلق الفاشية، حيث أمر بصناعة لوحتين من الحجارة له في فترة الحرب، الأولى تم وضعها فى بلده، والثانية في بورسعيد، وأثناء الحرب تهدمت اللوحة الحجرية الموجودة في إيطاليا، ولم يتبق سوى الموجودة في بورسعيد، لتكون آخر أثر له وللحزب الفاشي في العالم.
ومع مرور السنوات تحول هذا المبني التاريخي الشاهد على العديد من الأحداث التي شهدتها المنطقة ومصر والمدينة الباسلة طوال قرابة القرن، إلى مكان مهجور بعدما طالته يد الإهمال، وأهمله الجانب الإيطالي لسنوات طويلة.