أفراح بطعم الموت.. عادات خاطئة تنذر بكارثة في حفلات الزفاف بأسيوط

أفراح أسيوط
أفراح أسيوط

انتشرت في الآونة الأخيرة عادات في إقامة أفراح الزفاف، غريبة عن البيئة الصعيدية وخاصة محافظة أسيوط؛ تلك 'التقاليع' تزيد من إنفاقات الأفراح وتزيد في تكاليفها، وهناك منها ما يكون ضارا يتسبب بتحول حفل الزفاف الى مأتم، منها الإطلاق الكثيف للأعيرة والألعاب النارية الأمر الذي يقوم به الكثيرون من قبيل الوجاهة الاجتماعية وإثبات الذات بين الأقران واستعراض القوة.

وشهدت المحافظة العديد من الحوادث خلال الفترة الماضية نتيجة اللامبالاة والتصرفات الخاطئة والمغالاة التي تحوّل الأفراح إلى مآتم، وأبرزها الحادث المأساوي الذي وقع منذ عدة أيام، حيث أنقذت العناية الإلهية عروس وعريسها من الموت والهلاك بساحل سليم بأسيوط.

كادت السرعة الزائدة واللهو والتمايل بالسيارة يمينًا ويسارًا أن يعصف بالعروسين، ما أدى إلى اشتعال الموتور والسيارة، إلا أن أهالي المنطقة تدخلوا مسرعين لإنقاذ العروسين، وتبين إصابتهما بحروق وكدمات خفيفة، وإصابة آخرين برفقتهم بالسيارة.

وفي هذا التقرير تستعرض 'أهل مصر' أبرز تلك التقاليد والعادات الخاطئة على اختلافها والتي ازدادت خلال الآونة الأخيرة..

يقول عبد الراضى حسن، من سكان مركز منفلوط بمحافظة أسيوط: 'عادات الأفراح تغيرت كثيرآ فعلى أيامنا ليله العمر بنفرح بالطبل والمزمار البلدى ونقوم بواجب العشاء للمعازيم بتجهيز اللحم والخضار وجميع الناس مبسوطة، أما الآن اتجه الشباب للنوادى وقاعات الأفراح والسباق فى من يركب سيارة فارهه للتباهي بالقرى والعزوف عن تحضير الطعام'.

وأضاف 'حسن': 'وقعت حوادث قبل ذلك أبرزها منذ 7 سنوات، حيث أصاب ٧٧ شخصًا بتسمم غذائي بينهم 40 طفلاً مصابين بقيء وإسهال وإغماء ومغص معوي فى مركزى منفلوط والغنايم، في أسيوط، بعد تناولهم كنافة فاسدة داخل أحد الأفراح'.

وأضاف مصطفى حسن، من سكان مركز البدارى: 'الأفراح تتحول لمآتم للمغالاة فى إطلاق الأعيرة النارية وبكميات؛ للسباق بين العائلات ولا أحد يستطيع الاقتراب من تلك العائلات لوجود بعض أفرادها بمراكز شرطية أو بالقضاء، فمجاملة لهم لا يستطيع أحد الاقتراب منهم ومن الممكن أن يصاب أحد خلال الإطلاق العشوائي للنيران، وكذلك أستخدام سيارات حديثة للتباهي أيضا والسرعة الجنونية للشباب المتهور الذى يقود تلك السيارات على الطريق ويتحرك بها يمينآ ويسارآ بطريقة جنونية الأمر الذي قد ينتج عنه انقلاب السيارة، كما حدث منذ سنة بمركز البدارى حيث لقي عريس وابنة شقيقته مصرعهما، بينما أصيب 6 آخرون في حادث انقلاب سيارة ملاكي بموكب زفاف في البداري بمحافظة أسيوط'.

في ذات السياق، أرجع محمد رياض، أستاذ علم النفس، سبب تلك العادات السلبية الخاطئة، إلى التقليد الأعمى فى عمل المناسبات المختلفة من خلال حجز القاعات أو تأجير الفستان والبدلة أو استئجار السيارة ونوعيتها أو حجز مكان لعمل 'السيشن' والتصوير أو شراء الأسلحة النارية لإطلاقها فى الفرح، وتلك الأشياء عندما تزيد ينقلب الفرح إلى جنازة بموت أحد أو إصابة آخر، فتلك مشكلات تؤرق المجتمع وتؤثر في قواه الفاعلة لما يتحمله الشاب من تكاليف فى أشياء تافهة قد تؤدى إلى كارثة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
محمد عبدالعليم داود رافضًا «الإجراءات الجنائية»: أطلب رأي الأزهر و«الصحفيين»