اللواء الراحل حمدي الشعراوي: مشيت في بركة دماء بحرب أكتوبر.. وجندي مصري هرب من المستشفى ليعود للقتال

حرب اكتوبر
حرب اكتوبر

كانت لبورسعيد تضحيات كبيرة خلال حرب أكتوبر المجيدة، وكثيرا ما تحدث عنها اللواء الراحل حمدي الشعراوي، الذي كان بطلا من أبناء المدينة الباسلة ومن أبطال أكتوبر المجيدة.

وقد اختص أهل مصر بتصريحات قوية عن حرب أكتوبر قبل رحيله بأيام، والذي كان مساعدا لقائد قطاع بورسعيد أثناء الحرب ورئيس أركان لبورسعيد وقائدها بالنيابة.

وروى اللواء الراحل أسرار عن ذكريات أكتوبر المجيدة، إذ كان العدو يتواجد في الكيلو 10 شرق القناة وموقع الكيلو 17 من بورفؤاد وكلفنا بأن نحتل 3 كيلو من الـ10 وتحركنا في الليل يحمل كل منا 'كوريك ' وسعف نخيل وظللنا نحفر لمدة ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع دخلنا المكان وقمنا باحتلاله.

وتابع 'كانت ترافقنا كتيبة المشاة وفي اليوم التالي تلقيت إشارة من اللواء عدلي سعيد قائد الجيش الثاني يخبرني فيها بأن المصريين احتلوا 3 كيلو والمطلوب الآن هو الانسحاب حسب التعليمات ولكني رددت عليهم بأن هذه الأرض أرضنا ولن ننسحب منها'.

وأكمل 'فعلا استمرينا فيها حتى حرب أكتوبر، وكانت هناك دورية في الأرض الحرام ما بين بورفؤاد والموقع الإسرائيلي وكنا نذهب باستمرار لوضع علم مصر في تلك المكان ولكن تقوم الدورية الإسرائيلية بنزع العلم المصري ووضع العلم الإسرائيلي مما يثير حفيظتنا ونذهب لنزع العلم الإسرائيلى ووضع العلم المصرى'.

وواصل 'ذات يوم ذهبت الدورية المصرية لتثبت العلم المصري ولكن فوجئنا بألغام انفجرت وأسفرت عن بعض الخسائر البشرية فينا ولكننا لم نبالي بالخسائر فكان كل ما يهمنا أن يرفرف العلم المصري في كل مكان'.

انتشال دبابة من 'الغرز'

وذكر الشعراوي شهامة المصريين فقال غرزت دبابة مصرية في أرض ملاحة بورفؤاد ووجدنا الصيادين وعلى رأسهم 'الريس الحسينى مزروع ' شيخ الصيادين يقومون بوضع الحجارة أمام الدبابة وبالفعل تم سحبها اعتمادا على الحجارة التي وضعها الصيادين وبعد أسبوعين جاءت التعليمات بأن نقوم باحتلال الأرض الحرام وبدأنا نذهب بـ5 دبابات وفي اليوم الرابع قمنا باحتلال الأرض ومعنا كتيبة الصاعقة'.

وأشار الشعراوى إلى أنه كان لديهم مجموعة استطلاع لاسلكى ذات مهارة عالية حيث التقطت إشارة مرسلة للكتيبة الإسرائيلية تخبرهم بأن هناك جنازير في المنطقة وتطلب استطلاع جوى وجاءت رسالة من قائد الجيش باتخاذ اللازم فقمنا بوضع مشمع غطاء الدبابات وبالتالى الاستطلاع الجوى لم يكتشف وجود الدبابات وقائد الموقع يبلغ مرة أخرى وبإصرار على وجود دبابات ولكننا فى كل مرة نلتقط الإشارة ونتخذ حذرنا.

اللواء حمدى الشعراوىاللواء حمدى الشعراوى

وذكر الشعراوي 'ذات مرة بلغت بأن هناك قصف واشتباكات في منطقة الحميدي وأن هناك إصابات بالغة في 'مخبز ' فذهبت ومشيت فى بركة من الدماء إلى أن وجدت شخصا ملقى على الأرض وينزف كثيرا من الدماء فأخذته فى السيارة كى أذهب به إلى المستشفى ليتم علاجه ولكن عندما نظر إلي قال لى من الواضح أنك رتبة فى الجيش اذهب واتركنى فالبلد فى أشد الحاجة إليك، رغم إصراري على أن يركب معي ولكنه رفض بشدة'.

هرب من المستشفى رغم الجراح

وأكد أنه لن ينسى موقفا لجنودنا الأبطال حيث سقطت طائرة من طائراتنا فى بحيرة المنزلة واستقلينا عائمات للبحث عن مفقودين ووجدت ضابطا مصريا يعانى فذهبت به إلى المستشفى وفى اليوم التالى ذهبت للاطمئنان عليه ولكنهم أخبرونى بأنه تسلق أسوار المستشفى ليهرب من أجل إصراره على محاربة العدو.

عبرت القناة وأنا لا أعرف العوم

واصل 'كان الجنود يتسابقون للنزول داخل قوارب العبور فى الكيلو 19 وكانت الأعداد كبيرة حتى أوشك القارب على الغرق فشاهدت جنديا يضحك ويبكى فى موقف هيستيرى ويقول 'عديت القناة وعبرت القناة وأنا موش بعرف أعوم'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً