'أنتحر أنا وبناتي علشان أخلص من ديوني؟'، كلمات قاسية ندبت بها 'الشيماء عابدين'، ابنة محافظة البحيرة، حظها بعدما تراكمت عليها الديون وأصبحت تمثل ثقلا على عاتقها، بالإضافة إلى مرضها ومرض بناتها الأمر الذي يزيد الوضع سوءً يوما بعد يوم، مما دفعها إلى التفكير في 'الانتحار' في بعض الأحيان.
تقول الشيماء محمد عبد العزيز عابدين، المقيمة بقرية الوفائية بمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، إنها انفصلت عن زوجها عام2011، وأنجبت منه 3 بنات 'مريم، روان، أماني'.
وتوضح 'ابنتها مريم الكبرى تعاني من ثقبين في القلب منذ ولادتها، والصغرى أماني تعاني من مياه على القناة السمعية والمخ، وقامت بإجراء عمليات تركيب أنابيب في الأذن'.
وتُضيف أنها منذ انفصالها وهي دائمة التردد على الأطباء لعلاج بناتها حيث تتابع بمريم مريضة القلب بمستشفى أبو الريش الياباني في القاهرة، في الوقت ذاته كانت تضطر لتركها وتعود إلى منزلها لتتابع مع أختها الصغرى أماني التي ولدت مريضة فلا تستطع التحدث ولا أن تَحِبو مثل الأطفال حيث أنها كانت تعاني من حمىّ مستمرة قرابة 4 سنوات حتى رزقها الله بمن ساعدها وأجرى عملية لطفلتها تحسنت على إثرها.
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرةوتُتابع أنه أثناء متابعتها بابنتها مريم بمستشفى أبو الريش الياباني في شهر يناير الماضي، قام طليقها باختطاف ابنتها روان الوسطى ومكثت عنده قرابة شهر بمنزله في حلوان، تعرضت لشتى أنواع التعذيب على يد والدها وزوجته حيث قاما بقص شعرها مما دفع البنت إلى الهرب واستنجدت بأحد المارة ليساعدها في الوصول إلى القرية.
وتُشير 'الشيماء' باكية، إلى أنها كانت تعول بناتها من خلال عملها بالأجرة في الأراضي الزراعية أو العمل في خدمة البيوت، أو مع عاملي البناء، ولكن بعدما تعرضت لمرض الغضروف في الرقبة والظهر مما أثر على الحبل الشوكي وفقرات العمود الفقري، فلم تعد تسطيع العمل، مما جعلها تقترض لعلاج بناتها وتدبير ظروف المعيشة لهم.
وتستطرد ودموعها تنهمر، أنها لم تتلقى مساعدات من أهلها وذويها في ظروف مرضها أو قبلها، لذا اضطرت إلى اقتراض المال من رجال الأعمال بسعر الفائدة وذلك لعلاج بناتها حيث أن إحداهما كانت تعاني من حمىّ مستمرة تتطلب حقن مضاد حيوي غالي الثمن يوميا استمر ذلك قرابة 4 سنوات بالاضافة إلى أنواع من الأدوية الأخرى غالية الثمن.
وتُناشد 'الشيماء'، بأن يتم تطبيق الأحكام القضائية التي حكم لها فيها ضد طليقها، مطالبة بضرورة أخذ حق بناتها منه حتى تتمكن من سداد ديونها التي اقترضتها لعلاجهم وتوفير مأوى وطعام لهم، مشيرة إلى أنها لا تملك دخل سوى 500 جنيه نفقة لبناتها متسائلة كيف لهذا المبلغ أن يكفل حياة كريمة لـ3 بنات مرضى وفي مراحل تعليمية مختلفة.
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة
وطالبت، في ختام حديثها، كلا من شيخ الأزهر الشريف والمجلس القومي للمرأة ومجلس حقوق الطفل بالنظر إلى حالها، مشيرة إلى أنها لا تخشى الحبس في سبيل أن ينعم بناتها بحياة كريمة وأن يستكملوا علاجهم وتعليمهم لا سيما أنهم متفوقون في الدراسة، وأنها غير نادمة على ما فعلته من أجلهم، حيث طالبها الجميع بترك أولادها والتخلي عنهم لوالدهم إلا أنها أبت خشية عليهم منه ومن مرضهم.
وختمت متسائلة 'أيكون جزائها في النهاية هو الحبس، حيث يطالبها رجال الأعمال بأموالهم وهي لا تقدر على السداد نطرا لتضاعف المبلغ إثر تطبيق سعر الفائدة عليه، كما أن مرضها يمنعها من العمل'.مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة
مأساة أم وبناتها الثلاثة المرضى بالبحيرة