على الرغم من تصدي الدولة لتداعيات أزمة فيروس كورونا، والنظر إلى الفئات المعدمة وعلى رأسها العمالة غير المنتظمة، وذلك من خلال صرف منحة قدرها 500 جنيه، للعمال المحرومين من مظلة التأمين، وكذلك إطلاق الجمعيات الأهلية جهودا لرعاية أسر العمالة المؤقتة عن طريق تقديم دعم عيني في شكل مواد تموينية أو دعم نقدي، انتشرت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين فنانين ورياضيين وبعض الشخصيات العامة للمشاركة فيما سموه 'تحدي الخير'، لتقديم المساعدة للأسر التي تضررت جراء التداعيات الاقتصادية للإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي الفيروس، إلا أن رسالة القبول في منحة العمالة غير المنتظمة اختارت عددا من هؤلاء المعدومين، وظل الجزء المحروم منها يتساءل عن السبب، من بينهم عدد كبير من العمال بمحافظة الغربية.
المحرومون من منحة الرئيس
يقول 'عمرو خليل'، ذلك الشاب الثلاثيني الذي يعمل بمجال المعمار بالمحلة الكبرى: 'توقف معظم المقاولين، وأصحاب الأعمال عن اصطحاب العمال إلى مواقع العمل خوفا من العدوى، وأوقفت بعض الشركات العمل في مواقع كبرى كانت تستوعب آلاف العمال'.
المحرومون من منحة الرئيس
ويضيف خليل: 'نادوا في البلد عندنا للذهاب إلى مركز البريد لتسجيل أسمائنا كعمالة غير المنتظمة، وبالفعل سجلت كما قالوا عشان ناخد الفلوس اللي الحكومة قالت عليها، ولكن فوجئنا بالرسالة وصلت لبعض المقدمين والبعض الأخر لم يتم إخطاره حتى بسبب الرفض، وأكثر ما أثار غضبنا أن عددا من ربات المنازل الذين لا يعملون حصلوا عليها، ونحن كعمال هدم وعمال صبه وخرسانه لم نحصل عليها، على الرغم من عدم امتلاكنا أي عقارات أو أراضي، ولم يذكر الموقع سبب الرفض'.
المحرومون من منحة الرئيس
وتابع: 'ما زاد الطين بله، وقف تصاريح البناء لمدة 6 أشهر، وهو ما قضى على الأخضر واليابس، حيث كنا نعتمد على مقاولة كل أسبوع نعيش بعائدها، أو مرمة تكسير وترميم، إلا أننا حرمنا من مصدر دخلنا الوحيد، وشعرنا بانفراجة بسيطة عقب استئناف قرارات البناء لبعض المباني المستخرج لها تصاريح، إلا أنها ليست بارقة جديدة'.
فيما قال 'شريف محمد' عامل حدادة: 'عقب الإعلان عن منحة العمالة غير المنتظمة، قمنا بالتسجيل على موقع الوزارة، والذي عانينا الأمرين ودفعنا لمكاتب الإنترنت عشرات الجنيهات رغم الحالة الضيقة، والذين اتخذوا منها سبوبة لجمع الجنيهات الملوثة بعرق الفقر وضيق الحال، لتسجيلنا'.
وأضاف 'محمد': 'عندما أعلنوا عن الرسالة النصية شعرنا بفرحه عارمة، على الرغم من كون الـ500 جنيه ليست بالمبلغ الكبير الذي يغيث أسرة في تلك الأزمة، إلا أنها لم تأتي أيضا، حيث وصلت الرسالة لعدد من الأشخاص، بحيث شكلت السيدات ربات المنازل نسبة كبيرة من المقبولين، حتى أن عدد من تجار الخضار والأثاث قدموا على تلك المنحة وحصلوا عليها، على الرغم من عدم توقفهم عن العمل طوال فترة كورونا'.
وتابع: 'ذهبنا إلى مكاتب التضامن الاجتماعي، ومكاتب الإنترنت للسؤال عن سبب حرماننا من تلك المنحة، والتي هي في الأساس للعمالة غير المنتظمة، أي نحن كعمال البناء والحداد والنجار وغيرنا من لم تطلهم مظلة التأمين'.