تتكرر مأساة فلاحي محافظة الغربية كل عام، مع نهاية شهر سبتمبر وبداية شهر أكتوبر، وذلك مع بداية موسم الفيضان، والذى يبلغ أوجه خلال الأيام الحالية، حيث تتأثر أراضى ومنازل منطقة طرح النهر، حيث كانت ومازالت تلك المشكلة صداع فى رأس الفلاحين، والمواطن العادي على حد سواء.
فمع ارتفاع منسوب المياه وزيادة الكميات بالترع والمصارف، تدمر المزروعات، إضافة إلى ارتفاع مياه المصارف، مع انتشار المخلفات والنوافق على مجارى المياه.
أراضى طرح النهر
يقول 'صامويل راغب' أحد أصحاب أراضى طرح النهر بقرية منشأة سالم بكفر الزيات: 'عقب غرق السودان بدأت مياه الترع والمصارف فى الزيادة، وحاولنا وضع حواجز ترابية، إلا أن تلك الحلول باءت بالفشل، ولم تتبعنا الموارد المائية من البداية لارتفاع منسوب الماء.
أراضى طرح النهر
أضاف 'راغب': لم تسلم منازلنا ومحاصيلنا من ارتفاع منسوب المياه، حيث غرق محصول البطاطس، وقضى على العروة الصيفية، مما سيؤثر فيما بعد على الأسعار، إلى جانب تلف العديد من الخضروات على رأسها البامية والبطاطا والقلقاس، الذى بدأنا فى حصادهم، لكن مع غرق الأراضى أصبح من الصعب استخراجها.
أراضى طرح النهر
فيما يقول 'ريان سالم' أحد المزارعين: تواصلنا كثيرا مع الجمعيات والموارد المائية لحل مشكلة غرق الأراضى إلا أنه دائما ما تقابل شكوانا بالصمت، وحاولنا التكاتف وإيجاد حلول بديلة عقب غرق قرية دلهمو بالمنوفية وقرى البحيرى، وحفرنا محارة مائية للصرف بالمصارف، إلا أن ذلك الحل أتلف أكثر مما أصلح.
أراضى طرح النهر
وأضاف 'ريان': لا نستطيع هجر أراضينا، فهي مصدر رزق لآلاف الأسر البسيطة، وإرث أبا عن جد، حتى لو فكرنا فى تركها، ستحرر لنا الزراعة محاضر تبوير، وما زلنا بين بديلين أسهلهما مر، ونستغيث برئيس الجمهورية والموارد المائية تعويضنا وإيجاد حلول بديلة، فبعض المزارعين اقترضوا من البنوك للإنفاق على المحاصيل التي غرقت.
أراضى طرح النهر
وقال 'أشرف صبحى' ابن مركز المحلة الكبرى: بعد ارتفاع منسوب مياه النهر والصرف فى المصارف الزراعية، ظهرت مشكلة جديدة بدءا من قرية اللبشبط والهياتم والسجاعية وعدد من العزب التابعة لها، حيث تغيرت ألوان المياه إلى الأخضر والأحمر بسبب صرف المصانع، والمقام على تلك الترع، وتحولت مياه المصرف الذى يروى عشرات الأفدنة بل مئات، بنطاق المحلة الكبرى ومراكزها إلى اللون الأحمر، وذلك بعد ظهور مواسير صرف المصانع المقامة على المياه دون وجه حق'.
وأوضح 'تصرف تلك المصانع الأصباغ والكيماويات الضارة بالمياه، والتى تنتقل بدورها للأراضى والمزروعات، وهو الأمر الذى يترتب عليه إصابة المواطنين المستهلكين للمحصول بأمراض الفشل الكلوي والفيروسات الكبدية وصولا للسرطان، وعلى المدى الطويل بور الأرض، ومع ارتفاع المنسوب غرقت الأراضى بتلك النفايات والسموم الضارة'.
أراضى طرح النهر
وأضاف 'تقدمنا بالعديد من الشكاوى للري والوحدة المحلية، إلا أن الردود صادمة، وغير مجزية، مجرد تحرير محاضر إدارية، على ورق فقط، كما تتراكم النوافق والقمامة إما في الماء أو على الجوانب'.
وتابع 'كما عثر الأهالى على تماسيح صغيرة بالمجارى المائية وعلى رأسها ترعة ميت يزيد، والتى تغذى الأراضى بطاقة المحلة وتوابعها، وتمتد من بداية المحافظة حتى نهايتها، تحت اسم 'بحر شبين'، وهو ما أثار حفيظة وهلع الفلاحين بسبب تلك الزواحف القاتلة.
طرح النهر
ومن جانبه أكد الدكتور عثمان شعلان، رئيس مركز ومدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، أنه تم تشكيل لجنة من الإدارة الزراعية وجهاز حماية النيل وتم حصر الخسائر وعرضها على اللواء طارق رحمى محافظ الغربية.
فيما صرح صلاح يونس مدير الإدارة الزراعية بكفر الزيات بأن ارتفاع منسوب مياه نهر النيل أدى إلى غرق الأراضى طرح النهر، مضيفا أن المزارعين يتعاملون مع الإدارة الزراعية بموجب جواب حماية للنيل بالمساحة العينة، وذلك لصرف مستلزمات الإنتاج.
طرح النهر
وأضاف 'يونس': أنه جار حصر الأراضي المتضررة حتى الآن والتى وصلت 186 فدانا لتعويض أصحابها عن المحاصيل التالفة، إلى جانب تشكيل لجنة من الموارد المائية لإيجاد حل لتلك المشكلة المتكررة كل عام، سواء مع فيضان النيل أو فى موسم الأمطار.
طرح النهر
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
