فى قاهرة المعز، التى سميت وأطلق عليها بلد المائة ألف مأذنة، انتقل تلك اللقب إلى محافظة الدقهلية، وذلك لكثرة تبرعات الأهالى ببناء المساجد، بالتبرعات الذاتية، ويُقبل على التبرع الآلاف، إلى أن وصل الأمر لوجود عدد من المدن تم بناء فيها مساجد بقرابة الـ100 مليون جنيه تبرعات من قبل الأهالى، بحجة الثواب الدائم و'التبرع لبيت الله'.
عدم وعى عدد كبير من الأهالى تسبب فى انعدام الكثير من الخدمات، واقتصارها على التبرع بأشياء ظاهرية فقط، دون النظر للمصلحة العامة، ففى مدينة دكرنس التى تبعد عن مدينة المنصورة، عاصمة المحافظة، قرابة الـ20 كيلو متر، تم بناء فيها مساجد بأكثر من 60 مليون جنيه، بالرغم من عدم تواجد مستلزامات طبية بوفرة بداخل المستشفيات نظرا لتوافد المئات عليها يوميا.
بناء المساجد بالدقهلية
وفى عام 2012 الماضى تم هدم المسجد القديم بمنطقة ميت رومي وتم بناء المسجد على مدار أكثر من 3 سنوات بتكلفة تتخطى الـ20 مليون جنيه من تبرعات أهالي المنطقة وعدد قليل من رجال الأعمال المقيمين بالمدينة، ولم يلتفت المتبرع إلى أعداد الطلاب بالمدارس، أو الكثير من نقص المستلزمات فى عدد من أقسام المستشفيات التى تخدم المواطن، ولم يكن الأمر ببناء مسجد فقط فتم بناء 8 مساجد أخرى بالمنطقة وبتكلفة عالية تخطت الـ20 مليون جنيه، الأمر الذى تعجب منه الكثير بالرغم من أن عدد سكان المنطقة لم يتخطى الـ10 آلاف نسمة.
يقول محمد خالد أحد أبناء مدينة دكرنس: إحنا بقينا فى زمن التباهى.. كل منطقة تتباهى بالمسجد الخاص بها وشكلة ومساحته، والمناطق التى توجد فيها مساجد لم يتم تجديدها يقوموا بهدمها وجمع تبرعات من قبل الأهالى، ويظل الأمر سنوات طويلة ويتم بناء المسجد بتكلفة تتخطى الملايين، وذلك على اسم المساعدة فى بناء بيوت الله، الأمر الذى نهى عنه الإسلام لأن الساجد أهم من المسجد، ومن الممكن الصلاة فى أى مسجد لم يحدد الله مواصفات بيته من أجل تطويرة بكل المبالغ المالية الكبيرة، الأولى بها التبرع لمن يحتاج زواج الأيتام، المساعدة فى توفير المسلتزمات الطبية، توفير احتياجات المواطن البسيط، وظهرت تلك الأفكار بعد غلق المساجد فى وقت كورونا بعد أن علم جميع المتبرعين أن البناء فى الأرض للمواطن أهم من أى شىء آخر.
بناء المساجد بالدقهلية
من جانبه قال الشيخ طه زيادة ويكل وزارة الأوقاف بالدقهلية، إن الاهتمام بمساعدة الفقراء والمساكين أهم من بناء المساجد ولكن يصف الكثير أن بناء المساجد صدقة جارية، ولكن الصدقة فى بناء ذلك للعلم مثل المدارس والمساعدة فى توفير مستلزمات طبية للفقراء الاهم وهى صدقة جارية فقط، ونعانى من ازمة عدم الادارك أو الوعى وتحديد أولويتنا.