تشتهر محافظات الصعيد بـ'ليالي الربابة' التي تجمع الأحباب والأقارب في أيام العُروس، فهي عادات وتقاليد راسخة منذ قديم الأزل في الصعيد، فالربابة هى آلة موسيقية عربية قديمة ذات وتر واحد، تُصنع من الأدوات البسيطة المتوفرة كخشب الأشجار وجلد الماعز.
ففي محافظة الأقصر أقصى جنوب الصعيد تُعد ليلة الربابة أهم الليالي عند العريس، ليحضر المئات ذلك الليلة ويتنافس العائلات والقبائل بالرقص بالعصا والرقص بالخيل، لتفخر به العائلة عن الأخرى في جو يسوده المحبة والفرحة.
يقول حسين العنتبلي أحد أبناء الأقصر، إن ليلة الربابة لها مُغني خاص معه فرقة كل منهم له مهام وتتكون من 3 أو 4 معهم أعواد الربابة، وطبال وشخص آخر يضرب بالدف 'الطار'، موضحا أشهر الغنائين بفن الربابة هم الريس عزت وابنه، الريس متقال، الريس مبارك، الريس رمضان، الريس قرشي.
وأكد 'العنتبلي' لـ'أهل مصر' أن الليلة تبدأ من بعد صلاة العشاء حتى قرب صلاة الفجر ويتغنى فيها المواويل الحزينة والأغاني الشعبية، وأغاني خاصه بكل ريس ربابة، مضيفا أن سعر لية الربابة يبدأ من 4 آلاف جنيه إلى 7 آلاف جنيه حسب أجرة كل فنان، أو يحصل ريس الربابة على رُبع المبلغ مع شرطة أخذ التحية 'النَقوُط' له، وفي حال أخذه حسابه كاملا فإن 'النقوط' يعود إلى العريس وقد يصل إلى ضعفين أو أكثر من أجرة فنان الربابة.
وأضاف أن ليلة الربابة دائما تكون عند العريس الذكر كفخر بجوازه قبل ليلة الزفاف، لكن ظهر مؤخرا بمحافظة الأقصر بأن العائلات عند زواج بناتهن يضعوا لها في الحُسبان بليلة ربابة قبل ليالي الحنة والدخلة.
وأوضح حسين العنتبلي إبن محافظة الأقصر بمركز البياضية، أن الفرق بين الربابة والمزمار الصعيدي ' الطبل البلدي'، بأن المزمار عبارة عن أشخاص معهم آله 'الزمارة' وشخص آخر معه طبلة دائرية.
يذكر أن محافظة الأقصر تستضيف كل منتصف ديسمبر فرق الفنون الشعبية، حيث تقام ليالي الربابة والمزمار للتحطيب في ساحة أبو الحجاج بوسط مدينة الأقصر ويحضرها الآلاف من المواطنين يأتون من كل حدب وصوب، إلا أن الأقصر لم توضح مصير المهرجان في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد.