فقد 3 من أطراف جسده في حادث قطار.. "سامح" ابن بني سويف يستخدم قدمه اليمنى في الكتابة والأكل (فيديو وصور)

الشيخ سامح الدهيلي
الشيخ سامح الدهيلي

بقوة وعزيمة لا يستطيع وصفها بأي حال من الأحوال، وبمفردات لغوية يعجز اللسان والأقلام أن توصف حياة الإصرار والعزيمة والتحدي لدى 'سامح الدهيلي'، ابن قرية الزيتون بمركز ناصر شمال محافظة بني سويف، عقب فقدانه 3 أطراف من جسده، إثر تعرض لحادث قطار في الصغر بعمر الـ15 عاما، إثر سقوطه من أحد القطارات بمحطة ناصر، إلا أنه استطاع حفظ القرآن كاملًا، وقيامه بالكتابة بقدمه اليمنى.

يكتب بقدمه اليمنى

في البداية قال سامح الدهيلي، البالغ من العمر 33 عاما، إنه فقد 3 من أطراف جسده وهو في الـ15 عاما، أثناء محاولة نزوله من أحد القطارات المتجهة إلى القاهرة، وعودته من المدرسة الثانوية الفنية ببني سويف إلى مسقط رأسه في قرية الزيتون، مما نتج عنه بتر في الذراع الأيمن من الكتف، وبتر في الذراع الأيسر فوق المرفق، وبتر في القدم اليسرى فوق الركبة.

أثناء حديثة للجريدة

وأوضح الدهيلي خلال حديثه لـ'أهل مصر'، بنبرات يملؤها الإيمان بالله والتحدي والإصرار والعزيمة والقوة لمواجهة تحديات الحياة، أنه قرر استكمال حياته الطبيعية دون تأثر نهائيا، على مجريات حياته الشخصية والعملية، مقررا حفظ القرآن الكريم كاملا بمفرده، والحصول على عدة إجازات لقراءة القرآن، وجمع القراءات العشر، وحفظ 2500 بيت في التجويد والقراءات.

أثناء محاولة إمساك القلم

وأضاف أنه استكمل دراسته بمعهد القراءت ببني سويف لمدة 8 أعوام، على 3 مراحل وهي الأولى لمدة عامين عبارة عن إجازة تجويد، والمرحلة الثانية 3 أعوام عبارة عن عالية القراءات العشر الصغرى، والمرحلة الثالثة 3 أعوام وهي تخصص القراءات العشر الكبرى، وتضمنها دراسة النحو والفقه والمنطق وحفظ القرأن الكريم، وصلت إلى 15 مادة كل عام، ثم تقدمت لكلية القرآن الكريم بفرع جامعة الأزهر بمحافظة الغربية، وتقدمت إلى امتحان القبول، وبالفعل تم الالتحاق بكلية القرآن الكريم بطنطا بمحافظة الغربية.

سامح الدهيلي

سامح الدهيلي

وأشار إلى أنه أصر على استكمال حياته الطبيعية دون تأثر نهائيا بالحادث، حيث تم التفكير في الزواج من إحدى قريباته، وأصبح لديه 3 أبناء وهم: عمر وحبيبة ومريم بالصفوف الابتدائية، مشيرا إلى أنه قام بإنشاء كتابا صغيرا لتحفيظ القرأن الكريم، ليصبح مصدرا لدخله.

وأكد أنه يستخدم قدمه اليمنى في الكتابة عوضا عن يديه، وكنوعا من الاعتماد على النفس، وعدم إضافة أي أعباء آخرى على المقربون منه، استخدامها أيضا في الطعام والشراب والكتابة والاغتسال وأمور حياته كلها.

ووجه رسالة قوية إلى ذوي الاحتياجات الخاصة بكل بقاع الأرض مفادها: 'أرسل إلى كل من ينتمى إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، أو من تعرض لضيق أو إعاقة في حياته هي كلمات الله عز وجل 'لا تقنطوا من رحمة الله'، فمهما كانت المصاعب والمتاعب ستجد هناك انفراجة كبيرة من الله تعالى، فأنا فقدت ذراعي الإثنين وقدمي اليسرى، ولكني استطعت أن استخدم قدمي اليسرى في الطعام والشراب والكتابة والاغتسال وأمور حياتي'.

WhatsApp
Telegram