'أشفقت من عبء البقاء وعابه.. ومللت من أري الزمان وصابه' وكأن الشاعر أبو العلاء المعري، فصل هذا البيت لوصف حال أسرة عيد محمد شحاته ومصائب الزمان من مرض وفقر تكالبت عليها.
داخل منزل ضيق مكون من غرفتين مبني بالطوب 'اللبن' ومسقوف بالبوص والجريد تتشقق جدرانه وآيل للسقوط، تعيش أسرة 'عيد' مأساة حقيقية، تلك الأسرة التي تكالبت عليها مصائب الزمان من مرضٍ وفقر، فالأب مريض والابنين أيضًا بالإضافة إلى ضيق الحال.
يحكي رب الأسرة عيد محمد شحاتة، 59 عامًا، والذي يُقيم بقرية تل أولاد سراج التابعة لمركز الفتح بمحافظة أسيوط، ومعه نجليه العاجزين 'عبد الرحيم' و'إسلام'، مأساته لـ'أهل مصر'، قائلًا: 'نعيش حياة صعبة فلدي اثنين من الأبناء يعانون من عدة أمراض ويحتاجان الرعاية الطبية وتكاليف علاجهم باهظة واعتمدنا على التأمين الصحي في علاجهم، وأخرجتهما من المدرسة لأني لا أستطيع الإنفاق عليهما وأقوم بالاقتراض، وزاد الأمر سوءً بعد قطع معاش التضامن 300 جنيه ولا أعرف الأسباب، ولم نجد من يساعدنا سوى القليل من أهل الخير، وحاولت البحث عن عمل للإنفاق على الأسرة ولم أجد فاضطرتنا الظروف الصعبة إلى انتظار المساعدات من أهل الخير'.
الأسرة المنكوبة بأسيوط
المعاناة مستمرة مع الأسرة من الأب إلى الأبناء، حيث سرد الابن 'عبد الرحيم'، معاناته قائلًا: 'أعاني من ضمور في الأعصاب ومشاكل في العظام، ومياه زرقاء في العين وأحتاج إلى عملية حتى لا أصاب بالعمى، ومنذ عام 2014 انقطع العلاج الشهري على نفقة التأمين الصحي وانقطعت عن الدراسة ولم أحصل على شهادة، لعدم القدرة على سداد المصروفات، وأتقاضى 450 جنيها من التضامن الاجتماعي وتكاليف علاجي أضعاف'.
الأسرة المنكوبة بأسيوط
أما الابن الثاني، 'إسلام' فيعاني من ضمور في الأعصاب بالأطراف ويستخدم جهازًا للمشي لم يستطع تغييره منذ 3 سنوات للظروف الصعبة التي تعيشها الأسرة، وقال: 'ذهبت للمسؤولين ولم يساعدني أحد لأنهم مش بيساعدوا الفقير بيساعدوا من يأتيهم عن طريق المحسوبية ونحن لا نعرف أحد وأحتاج كشف على العين لوجود مشكلة فيها'، مناشدًا أهل الخير والمسؤولين لفتح كشك لكسب العيش والرزق.
الأسرة المنكوبة بأسيوط
الأسرة المنكوبة بأسيوط
الأسرة المنكوبة بأسيوط
الأسرة المنكوبة بأسيوط