يتسائل أهالي محافظة الأقصر عن وضع مستشفيات المحافظة على رأسهم العزل الصحي لتوفير الأكسجين للمرضى، بعد ما أثارت واقعة مستشفى الحيسينية بمحافظة الأقصر للعزل الصحي ذعر المواطنين التي راح ضحيتها 3 أشخاص من مصابي فيروس كورونا بعد نقص الأكسجين من التانك الرئيسي.
قال مصدر مسؤول بمديرية الصحة بالأقصر، إن مستشفى العديسات للعزل الصحي متوفر بها كافة الأجهزة واسطوانات الأكسجين والخزان مملتئ ويتم مراقبة كل يوميا وعندما يصل النصف يتم تعبئة حتى يعود ممتلئ لأخرة، وذلك في إطار حرص صحة الأقصر على سلامة المرضى.
وأكد المصدر، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن ذلك الوضع متّبع أيضا في كافة المستشفيات بالأقصر ولم يقصر على العزل الصحي فقط، موضحا أن كل مستشفى بها ما لا يقل عن 85 أنبوبة أكسجين احتياطي، هذا إلى جانب الأجهزة التي تعمل عبر تقنية المياه، مشيرا إلى إنه من بدء جائحة فيروس كورونا لم تشهد مستشفيات الأقصر أي نقصان من الأكسجين.
في سياق متصل علمت 'أهل مصر' أنه يوجد مرضى عاديين يستخدمون اسطوانات الأكسجين بالإضافة إلى مصابي كورونا لمن لم يريدون عزل المستشفيات ويفضلوا العزل المنزلي، قد وقعوا ضحايا سماسرة أزمة فيروس كورونا وارتفعت أسعار شراء الاسطوانات، إلا أن الموت سيضرب بجناحيه حال عدم الشراء حتى لو بثمن غالي، ليصبح المواطن مغلوب على أمره اضطراريا.
أحد مدير محل مستلزمات طبية بمحافظة الأقصر، فضّل عدم ذكر إسمه، قال إن اسطوانات الأكسجين الـ40 لتر غير موجودة حاليا في الأسواق، نظرا لوقف الاستيراد بسبب وباء كورونا، فوصل سعرها خلال الموجة الأولى إلى 3000 جنيه بعد أن كانت تباع بـ 1700 جنيه، ومع بدأ الموجة الثانية اختفت تماما من الأسواق.
وأضاف صاحب محل المستلزمات الطبية، لـ'أهل مصر'، أن الموجود حاليا هو الأحجام المتوسطة مثل اسطوانه الـ6 والتي تباع حاليا بـ850 جنيه وفي بداية كورونا كانت تباع بـ1500 جنيه وكان المواطنين مجبرين على شراءها لإنقاذ أقاربهم.
وأوضح أن هناك فاجعة كبرى وهي اختفاء 'المنظم' عالي الجودة لأنبوبة الأكسجين مع بدء الموجة الثانية، فالمرضي الذين يمكثوا لأكثر من شهر على أنبوبة الأكسجين بحاجة إليه لإنه 'مرطب' فهو يلطف الأكسجين الخارج من الأسطوانة، أما المنظم العادي موجود لكنه يخرج الهواء كما هو من الأنبوب فذلك يصلح لمن يمكث على أنبوب الأكسجين لمدة أقل من شهر ففيه يكون الهواء ساخن، مبين أن سعر المنظم المرطب كان يتم بيعه بسعر 450 جنيه لكنه اختفى الآن، والمنظم العادي يتم بيعه حاليا بسعر 250 جنيه، فالأنبوب دون منظم ليس لها قيمة ولم تعمل.
وتابع، أن أجهزة الأكسجين التي تعمل بالمياه عن طريق الكهرباء، منها الأصلي الأمريكي ومنها الصيني، ونظرا لارتفاع سعرها يتم بيعها بالطلب وقد لحقت بها أيدي سماسرة الأزمات، لكن المواطن يغلب عليه أمره لشرائها فهي أفضل عن اسطوانات الأكسجين التي تخلص في أي حال فيتم تعبئتها بسعر 60 جنيه على حسب الاستهلاك، فالجهاز يدوم لمدة قرابة عامين حال استخدامه بشكل يومي أي (300 الف ساعة) مثل أصحاب أمراض الرئة من التليف والسرطان، ويوجد لها قطع غيار لاسطوانتها الداخلية.
وتابع أن جهاز الأكسجين الصيني قبل كورونا كان يباع بـ 6000 جنيه ومع بدء كورونا تم بيعه بسعر 10 آلاف جنيه، وحاليا في الموجة الثانية وصل سعره إلى 8500 جنيه، أما عن الجهاز الأصلي أمريكي الصنع قبل أزمة فيروس كورونا كان يتم بيعه بسعر 15 الف جنيه ومع بدء وباء كورونا وتزايد الإصابات التي منها يستوجب العيش على الأكسجين وصل سعر الجهاز إلى 23 الف جنيه، فهو متواجد في شركات القاهرة ويتم جلبه بحسب طلب الزبائن.
صاحب محل المستلزمات الطبية، اختتم حديثه مشيرا إلى أن تلك الأسعار ستشهد ارتفاع مجددا خلال موجة فيروس كورونا وخاصة عندما تزيد الإصابات بشكل كبير، موضحا أن أصحاب الشركات من القاهرة هم المتحكمون في الأسعار، فعندما يأتي لهم طلب بنفس السعر الذي يريدونه يتم صرفه، بدلا من الشحن الذي يذهب لمحافظات الصعيد على رأسهم محافظة الأقصر، فعملية الشحن عائق مقلق وسط الأزمة والسماسرة.