لم تكن الأقدار الإلهية رحيمة به؛ ولكنها إرادة الله تعالى، فالعمل و الجهد والعرق والحرمان من والدته التي لقيت مصيرها متأثرة بإصابتها بسبب عجزها ووفاتها بجلطة، وهروب والده من زوجتة عقب إصابتها بالمرض، هذه هى ملامح الحياة القاسية لطفل صغير يدعى « كريم » والمقيم بمركز ناصر شمال بني سويف.
كريم وابنة خالتة الرضيعة
وترصد جريدة «أهل مصر» قصة كفاح لطفل ببني سويف يدعو إلى الشفقة والرأفة، لظروف الصعبة والقاسية التى يمر بها، نظرا لفقدانه كافة وسائل حياة الطفولة التى من المفترض أن يحيا بها كباقي الأطفال في نفس عمره الزمني، وحرمانه ممن يقوم على تربيته والإنفاق عليه، وعلى تعليمه في المرحلة التعليمية الإبتدائية به.
بداخل منزل جدتة
الطفل « كريم » يبلغ من العمر 9 أعوام، و مقيم فى نجع الديب مركز ناصر شمال بنى سويف، يعتبر يتيم الأم والأب لأن والده فضل الهروب عن تحمل المسؤولية تجاهه وهو مازال في عمر 40 يوما فقط من ولادته بسبب عجز ومرض زوجتة ، تاركا لها مصيرا مجهولا لطفل لا يعلم مصيره إلا الله وحده.
كريم بداخل الورشة
ومع ذلك كانت لحكمة الله تعالى وإرادته شأن آخر تجاه هذا الطفل المسكين، حيث توفيت والدته إثر إصابتها بجلطة، وهو مازال طفل صغير لا يستطيع مقاومة أعباء الحياة القاسية التي تعصف بالكبار والرجال، فما بالك بهذا الطفل الصغير الذى لم يكن يتعدى عمره سوى أعوام قليلة.
فالطفل « كريم » بعد أن توفيت والدته، وهرب والده، يقيم مع جدتة المرأة المسنة التى تبلغ من العمر 67 عاما، وتتقاضى معاشا زوجها المتوفى 860 جنيها فقط لاغير، تحاول جدتة من خلال هذا المبلغ البسيط مجاراة الظروف الصعبة الراهنة في توفير المأكل والملبس والشراب طيلة ال 30 يوما.
فتزامنا مع هذة الظروف الصعبة والقاسية التى يحياها هذا الطفل الصغير، صدمت جدتة مرة اخرى بوفاة ابنتها الأخرى أثناء ولادتها بطفلتها الصغيرة، فاستطاعت الجده أن تضم الطفلة الصغيرة لحضانتها بحكم محكمة من والدها حتى أكملت الشهرين من عمرها فقط.
كريم وابنة خالتة الرضيعة وجدتة
وبسبب هذه الظروف الصعبة والقاسية لجأ كريم إلى العمل فى ورشة تصليح ' موتسكيلات ' لمساعدة جدتة، وتوفير اللبن المطلوب لابنة خالتة يتيمة الأم أيضا، متقاضيا 5 جنيهات فقط يوميا.
ولكن مع كل هذة الظروف العصيبة لهذا الطفل الصغير، يتمتع بتفوقه فى الدراسة وخاصة وأنه فى الصف الثالث الابتدائي بمدرسة الشهيد دياب بنجع الديب مركز ناصر ببني سويف، ضاربا أروع الأمثلة لطفل صغير ويتمتع بكامل أوصاف الرجولة والشهامة والمرؤة في عمر الزهور حينما ممن يبلغ من نفس عمره الملاهى وكافيهات النت والحياة الكريمة ذات الرفاهية الكبيرة.