اعلان

ميلاد محمود بيرم التونسي.. محطات من حياة مؤلف أغنية "غنيلي شوي شوي"

بيرم التونسي
بيرم التونسي

في مثل هذا اليوم من عام 1893، ولد الشاعر محمود بيرم التونسي في مدينة الإسكندرية، وترصد أهل مصر محطات من حياة أمير شعراء العامية مؤلف أغنية فنيلي شوى شوى لسيدة الغناء العربي.

مصري الجنسية وسكندري الهوية، متعدد الثقافات والهوايات، أبدع في الشعر وعمل بالصحافة وألف العديد من الأغاني، وكافح الاستعمار.

هو الشاعر محمود بيرم التونسي، رغم أنه من أسرة تونسية، إلا أنه كان مصريا أصيلاً، حيث ولد بيرم التونسي في حي الأنفوشي بمدينة الإسكندرية بشارع البوريني بالسيالة، في 1893م وهو من أصل تونسي نظرا لهجرة أسرته التونسية لمصر عام 1833، حيث عاش بيرم طفولته الأولى في حي الأنفوشي بالإسكندرية، وتتلمذ على يد الشيخ جاد الله ولم يستمر كثيرا لما عاناه من قسوة الشيخ فذهب إلى المعهد الديني بمسجد المرسى أبو العباس إلا أن توفي والده وكان في عمر الرابعة عشرة من عمره فأضطر إلى العمل بدكان أبيه بعد وفاته ويستمر طويلا وخسر من تجارته.

بدأت موهبة بيرم التونسي، في الظهور عندما التقى بيرم ذات يوم بأحد البنائين الذين يأتون لخاله في نهاية الأسبوع لأخذ أجرتهم، وتجاذب الحديث معه، فروي له البناء قصة "السلك والوابور" وهي محاورة خفيفة الظل بين التلغراف والقطار، وبدأ بيرم يعشق حديث هذا الرجا البناء فينتظره كل أسبوع، ليروي له بعض القصص الشعبية التي يحفظها، وتتطور تلك الهواية عند بيرم، إلي حد أنه أصبح لا يكتفي بسماعها وبدأ يقتصد من مصروف يده ليشتري المزيد من القصص لقراءتها، مثل "ألف ليلة وليلة"، "أبو زيد الهلالي"، "عنترة"، و"سيف بن ذي يزن"، وغيرها من دواوين الشعر، إلي أن وقع في يده مجموعة من أشعار ابن الرومي ففُتن بها وتعلم منها، حتى أتقن بيرم التونسي الشعر وأصبح بارعا.

تطور الأمر حتى لقب بفارس الزجل، ورائد شعر العامية المصرية، بعدما ترك لنا إرثا شعريا وغنائيا كبيرا، إذ غنت له كوكب الشرق أم كلثوم وعبد الوهاب والإذاعة، وكانت البداية عندما تقابل بيرم مع أم كلثوم في نهاية عام 1940 وقدم لها العديد من القصائد التي لحنها زكريا أحمد ومنها: أنا في انتظارك، أهل الهوى، هو صحيح الهوى غلاب، الأمل، حبيبي يسعد أوقاته، فنيلي شوى شوى، يا صباح الخير، الورد جميل، الأولى في الغرام، شمس الأصيل، الحب كده وأخيرا القلب يعشق كل جميل ونجح الثلاثي أم كلثوم وبيرم وزكريا أحمد نجاحاً باهراً، كما التقى مع عبد الوهاب في أغنية محلاها عيشة الفلاح، وكذلك الفنان فريد الأطرش، حيث قدم له العديد من الأغاني منها: أحبابنا يا عين، يا الله توكلنا على الله، بساط الريح، أكل البلح، يا الله سوا هلت ليالي، مرحب مرحبتين، الليلة نور هل علينا.

حياته الصحفية

عمل بيرم التونسي صحفيا، حيث أصدر جريدة المسلة في 4 مايو سنة 1919وكانت قائمة على مهاجمة الاستعمار، والمرأة الجاهلة والتربية الخطأ والمظاهر الكاذبة والإسراف، لكن السلطات نفته لبلده تونس، بسبب مقالة هاجم فيها زوج الأميرة فوقية ابنة الملك فؤاد، ولقمع المستعمر الفرنسي التونسيين سافر لفرنسا، وعمل حمّالًا في ميناء مارسيليا لسنتين.

لكن بيرم استطاع أن يزوّر جواز سفر ليعود لمصر، وألقى القبض عليه، وتم نفيه مجددًا لفرنسا، وهناك عمل في شركة للصناعات الكيماوية، وفصل منها لمرض أصابه، ليواجه ظروفًا معيشية قاسية إلا أنه استمر في كتابة أزجاله.

تم ترحيله في 1932من فرنسا لتونس بعد طردها الأجانب، وهناك أعاد نشر صحيفة "الشباب"، وأخذ يتنقل بين لبنان وسوريا، وقامت السلطات الفرنسية بإبعاده عن سوريا لإحدى الدول الأفريقية، وفي طريقه للمنفى توقفت الباخرة بميناء بورسعيد، نجح في أن يهبط ببورسعيد، وسارع للقاء أهله، ثم قدم التماسًا للقصر من خلال أحد النافذين فيه، وتم العفو عنه، وكان فاروق قد تربع على العرش، وعمل "بيرم" كاتبًا في "أخبار اليوم" ثم في جريدة "المصري" ثم في "الجمهورية".

ومنحه عبد الناصر الجنسية المصرية في 1960، كما منحه جائزة الدولة التقديرية، وكان ذلك قبيل وفاته في 5 يناير 1961.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً