الشعب السكندري دائما يختلف عن الآخرين فكثيرا ما يبهر العالم فيمن حوله بطقوسه وعاداته المتعددة، والتي من الصعب التخلي عنها حتى في أصعب الأوقات، ويظهر هذا جليا وواضحا وضوح الشمس في أزمة وباء فيروس كورونا المستجد، الذي لا زال يهدد صحة المصريين منذ بدء الوباء في نهاية عام 2019 الماضي.
تلك المدينة الساهرة التي تعشق السهر والسمر لم تبالي على مدار الشهور الماضية وحتى الآن ونحن في بداية الموجة الثالثة لفيروس كورونا المستجد وفي تتجمع الأسر لتناول إفطار رمضان المبارك على كورنيش البحر في مشهد مخيف ينذر دائما بكارثة، ولكن تتغلب عادات ذلك الشعب المحب للتنزه والعاشق للتجمع على ضوابط وتعليمات أزمة فيروس كورونا المستجد.
ويحرص أهالي مدينة الإسكندرية على تناول إفطار رمضان في حضرة البحر مستمتعين بالنظر إلى البحر واستنشاق هوائه، سواء كان ذلك على كورنيش البحر الممتد من رأس التين بمنطقة بحري وحتى المنتزه، أو على أحد الشواطئ المنتشرة في المدينة، ثم يأتي في المرتبة الثانية من العادات والتقاليد للشعب السكندري، هي التجمع في الحدائق والمتنزهات وعمل حلقة كبيرة تشتمل على كافة أفراد الأسرة من الكبار وحتى الأطفال، ومعهم كافة احتياجاتهم من مأكل وخلافة ليقضوا يوما كاملا في الهواء الطلق بين أشجار وزهور الحدائق، متحررين من حوائط منازلهم الضيقة.
وتأتي العمومات العائلية والأسرية ضمن العادات الثابتة والتي لم تتأثر رغم ما نعيشه من انتشار فيروس كورونا، حيث تتوالى إقامة العمومات في كل بيوت أهالي الإسكندرية، ويتبادلوا اللقاءات حفلات الإفطار فيما بينهم وفي كل لقاء تشهد حالات من التكدس والتجمع الضخم في البيوت الضيقة مما يؤثر في زيادة معدل إصابات فيروس كورونا المستجد.