قال الدكتور هاني إسحاق شحاتة، أخصائي الروماتيزم والمناعة بالمنيا؛ تعقيبا على قرار مساعد وزير الصحة للطب العلاجي بإحالة الطبيب المتسبب في تأخير إحالة مريض كورونا للمستشفى للمساءلة القانونية، إن كل طبيب يتابع حالات عزل منزلي سواء من خلال عيادته الخاصة أو مركز طبي يعمل به، حريص كل الحرص على حياة المريض.
أضاف أنه كطبيب متابع لمئات الحالات على مدى عام مضى سواء في المراكز الطبية التي يعمل بها أو من خلال وسائل التواصل لتلقى الشكاوى الطبية من المريض أو ذويه وأقوم بتوجيه المريض لعمل الفحوصات التأكيدية وهي مسحة الـ PCR وأشعة مقطعية على الصدر وتحاليل CRP وDdimer و Ferritin و LDH وإذا كان مريض مزمن يوجه أيضا لعمل أشعة إيكو على القلب ورسم قلب ووظائف كبد وكٌلى وتحاليل سكر عشوائي وتراكمي مع إلزام المريض بقياس ضغط وسكر الدم مرتين يوميا على الأقل وقياس الحرارة 3 مرات يوميا على الأقل؛ وقياس تشبع الدم بالأكسجين كل ساعة ويتم متابعة كل ذلك مع كل مريض على الواتس على مدار الساعة ويوجه المريض لتكرار التحاليل المعملية كل 5 أيام حتى التعافي وتكرار فحوصات القلب كل أسبوع الأشعة المقطعية على الصدر مرة كل شهر على مدى 6 شهور بعد التعافي.
وأوضح أنه يصاحب كل ذلك توعية المريض بعلامات الخطورة التي تستوجب النقل الفوري للمستشفى وهي 'هبوط الأكسجين أقل من 90% حتى بعد التوصيل على أسطوانة الأكسجين أو اضطراب بدرجة الوعي أو آلام حادة بالصدر، أو صعوبة بالتنفس أو زرقان بالوجه أو الشفتين أو ارتفاع شديد بدرجة الحرارة غير مستجيب للعلاج'.
واستكمل طبيب المناعة: 'إنسانيا و ضميريا ومهنيا ليس في مقدورنا كأطباء أن نرى المريض يموت أمامنا ونتركه دون أن نفعل قصارى جهدنا لإنقاذ حياته لأننا نتعامل مع المسئولية الطبية بحساسية شديدة وليست المسئولية مجرد خوف من العقوبة أو المساءلة إنما هي أمانة أولا وأخيرا'.
و قال اختتم: 'إنني كطبيب بشري حزين من قرار مساعد وزير الصحة والذي يبطش بالقطاع الطبي الخاص ويحمله المسئولية الطبية وحده عن تدهور حالات مرضى كورونا رغم أن القطاع الطبي الخاص يقدم الخدمة الطبية لأكثر من 60% من متلقي الخدمة الطبية، فليس الطبيب المعالج وحده مسئولا عن تأخر إحالة المريض للمستشفى'، مضيفا: :كثير من المرضى يذهبون إلى المستشفيات والأكثرين لا يجدون مكانا شاغرا في مستشفيات العزل خاصة وقت موجات الذروة ويكابدون الموت على فراشهم والأقلية يضطرون للتوجه للمستشفيات الخاصة رغم ارتفاع تكاليف الخدمة الطبية'.