'إطلاق أعيرة نارية، وجثث تملئ الشوارع، ولحظات رعب وهلع'.. هكذا عاش أهالي قرية أبوحزام المعرفة إعلاميًا بـ' قرية الدم والنار' التابعة لمركز نجع حمادي بمحافظة قنا، الساعات الماضية، بعد تعرض القرية إلى حادث دموي مروع يقشعر له البدن الذي أسفر عن مقتل وإصابة 17 شخصًا.
وفرضت الأجهزة الأمنية كردونا أمنيا من خلال تشكيلات قوات الأمن المركزي، وقوات خاصة وقوات الأمن العام وقوة من مباحث مركز نجع حمادي وفرع البحث الجنائي شمال المحافظة، ويجرى حاليا تمشيط المنطقة الجبلية لضبط العناصر المتسببة في الحادث.
وترصد 'أهل مصر' في السطور التالية كواليس مذبحة أبوحزام المعروفة إعلاميا بقرية ' الدم والنار' بمحافظة قنا.
ماذا عن سلسل الدم بين عائلتي "مذبحة أبوحزام"؟
عائلتي 'السعدية والعوامر' صراع من سلسل الدم استمر لعدة سنوات بعد أن نشبت بينهما خلافات ثأرية، والتي نجحت الأجهزة ولجنة المصالحات في القضاء عليها وإتمام الصلح بينهما، لكن تجددت الخلافات الثأرية مرة أخرى منذ سنوات بعد قيام أحد عائلة العوامر بقتل شاب من عائلة السعدية، وتوقفت الاشتبكات مرة أخرى بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من السيطرة على الوضع، وظل الهدوء لسنوات إلى أن وقعت خلال الساعات الماضية مجزرة بشعة بين العائلتين راح ضحيتها 10 قتله و7 مصابين بينهم طفلين.
بداية وقوع مذبحة أبوحزام
بدأت مذبحة أبوحزام بإتصال هاتفي من قبل سيف السيد عبدالحميد، من عائلة العوامر إلى سامح عبدالشكور من عائلة السعدية، للعب القمار بمقابل مادي داخل منزل الطرف الأول، حيث تجمعهما صداقة ومعتادين على الجلوس والسمر سويًا، وأثناء اللعب حدثت بينهما خلافات مالية نتج عنها مقتل ابن عائلة السعدية، ووضع المتهم الجثة أمام منزله واتصل على نجل المجني عليه لاستلام جثته.
مسرح وأدوات ارتكاب المذبحة
اتجه نجل المجني عليه مسرعًا وبيده سلاح آلي ومعه آخرين من عائلته، ونار الغضب والثأر تزداد في قلبه، وعندما وصل إلى مكان الواقعة بادر المتهم بضرب الأعيرة النارية عليهم وذلك بعد رؤيته ممسكًا سلاح، فتراجع نجل المجني عليه للوراء في هذه اللحظة كان ميكروباص قادم من نجع حمادي في طريقه فرأت عينيه السائق وكان من عائلة قاتل والده، فاستغل الفرصة للأخذ بالثأر وفتح وابل الأعيرة النارية على جميع ركوب الميكروباص، ظنًا منه أنهم من عائلة العوامر.
10 جثث و7 مصابين ضحايا المذبحة
'مذبحة' أقل ما توصف به الجريمة البشعة التي راح ضحيتها 17 قتيلًا ومصابًا بقرية أبوحزام، منتميين إلى 5 عائلات ارتكبها متهمون يغلب عليهم الجهل والتخلف والفوضى التفكير الخاطئ، فالجثث والمصابين تملأ الميكروباص، ودمائهم تسيل بسرعة مياه البحر من السيارة فأغرقت الشارع بأكمله، ذلك ما شاهده أهالي القرية من خلال حديثهم، لكنهم لم يذكروا لحظات الرعب والفزع الذي أصاب كل ضحية قبل مقتلها بهذه الطريقة البشعة، دون وجه حق أو ارتكاب فعل آثم، ليُعاقب عليه بهذه الطريقة التي يرفضها المجتمع ويستنكرها.
الأجهزة الأمنية وسيارات الإسعاف تتدخل
تدخلت الأجهزة الأمنية للسيطرة على الاشتباكات المسلحة وحقن الدماء قبل إرتكاب مذبحة أخرى، بين عائلتي السعدية والعوامر، وأمرت بدفع 18 سيارة إسعاف لنقل الضحايا والمصابين إلى مستشفيي نجع حمادي العام ولعدم وجود أماكن خالية بمشرحة فيها، تقرر نقل 3 جثث إلى مستشفى قنا الجامعي.
مشاهد حزينة.. طفلين وعائلة كاملة ضمن الضحايا
بأي ذنب قُتلت البراءة .. فالمذبحة شهدت مقتل طفلين وآخرين يُتموا بعد مقتل 5 سيدات أمهات، وعائلة كاملة تلقي مصرعها على يد مجرمين آثمين، مشاهد أحزنت كل مواطني الشارع القنائي، وأرعبت قلوبهم خوفًا من فتح بحر الدماء من جديد في القرية، فلم يُنفذ مخطط المتهمين بالانتقام لضحيتهم والثأر لها كما ظنو، بل أشعلو نار الغضب في قلوب جميع أهالي القرية، وفتحو على أنفسهم خلافات ثأرية جديدة لم تكن في حسبانهم حيث كانوا ضحايا مذبحة الميكروباص من 5 عائلات بالقرية وليس بهم أي جثة تتبع العائلة المقصودة ' العوامر' بل منهم من قرية حمرا دوم وآخرين من عائلة الطوابية.
النيابة تعاين الجثث وتصرح بالدفن
صرحت النيابة العامة في نجع حمادي، بتصريح دفن 10 جثث بينهم أطفال وسيدات، ضحايا حادث 'مذبحة أبوحزام' الذي وقع نتيجة اشتباكات بين عائلتي السعدية والعوامر بسبب لعبة كما قِيل من المواطنين، وذلك بعد معاينة الجثث والكشف على هوية الجثتي مجولتي الهوية لسيدتين.
تشييع جثامين 10 جثث وسط إجراءات أمنية مشددة
في حالة من الحزن الشديد والعويل وانهيار ذويهم ووسط إجراءات أمنية مشددة، شيع عددمن أهالي قرية أبوحزام جثامين 10 جثث ضحايا المذبحة على 3 مراحل، ودفنهم في مقابر القرية.
قيادات وزارة الداخلية بقنا بعد "مذبحة أبوحزام"
عقب وقوع 'مذبحة أبوحزام' انتقل مدير أمن قنا وقيادات من وزارة الداخلية من مدير مباحث الوزارة ونائب مساعد الوزير للأمن العام و7 قيادات أمن عام في نجع حمادي، إلى مركز شرطة نجع حمادي للتحقيق في الواقعة ومطاردة المتهمين الذين لم يتم ضبط أحد منهم حتى الآن لفرارهم خلف الجبال، كما تم ثبيت أكثر من 60 بالقرية لحقن الدماء بين العائلتين.
انقذنا ياريس هشتاج تطلقه أبوحزام بعد "مذبحة الميكروباص"
أطلق شباب قرية أبو حزام، المعروفة إعلاميًا بقرية ' الدم والنار' هاشتاج انقذنا يا ريس _ قرية أبو حزام يتدمر' بعد وقوع اشتباكات مسلحة أمس بين عائلتي السعدية والعوامر والتي أسفرت عن مقتل وإصابة 17 شخصا.
وتم إطلاق الهاشتاج على صفحات السوشيال ميديا استغاثة بالرئيس عبدالفتاح السيسي، للقضاء على الخصومات الثأرية وكف بحر الدم الذي عاد من جديد بعد مجزرة أمس، وذلك لكثرة الأسلحة النارية بالقرية وتهميشها من قبل المسئولين حسب أحد مواطني القرية.