عقب فترة التوقف فى كافة مجالات العمل بسبب فيرس كورونا، تدهورت الأحوال المادية والاقتصادية للكثير من الأسر المصرية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، طبقة ليست بقليلة من أهالى محافظة الغربية، حيث أثرت الكورونا على العادات الشرائية والسلوكيات للعديد، فلم يعد 'أبو العيال' يستطيع شراء ملابس جديدة لأولاده، إذا كان لديه أكثر من طفلين، أو لزوجته، وخاصة مع حلول موسم الأعياد، وبداية عام دراسى جديد، ومن ثم يصبح الحل اللجوء لمعارض الملابس المستعملة، التي يقيمها عدد من الأشخاص، ومؤسسات العمل المدنى بالمحافظة.
يقول محمد ابو الحظ، مزارع من قرية صفط تراب بالغربية: 'عقب تدهور الحال وضيق ذات اليد، أصبح من الصعب شراء ملابس لأطفالى الـ ٤، حيث يتكلف الطفل الواحد منهم أكثر من 300 جنيه الطقم الواحد، دون الحذاء، أى 1200 جنيه للأطفال، فلم نجد مفرا من اللجوء لمعارض الملابس المستعملة التي يقيمها عدد من الأشخاص، ومؤسسات العمل المدنى بالمحافظة، لتسترنا في الأعياد ودخول المدارس.
وتابع 'أبو الحظ': الأمر الجيد فى تلك المعارض، أن أسعارها زهيدة وتكلفة شراء القطعة الواحدة لا يتجاوز الـ20 جنيها، أى أنى أستطيع كساء صغارى بـ160 جنيها فقط، بملابس نظيفة أشبه بالجديدة، تفى بالغرض، وتناسب وضعنا الحالى.
وقالت 'عبلة عسقول' أحد سيدات قرى المحلة: سدت معارض الملابس المستعملة العجز لدينا وأطفالنا بصورة كبيرة، حيث من المتبع والمعتاد قبيل الأعياد شراء الملابس الجديدة لجمع الأسرة بالكامل للاحتفال، وهى المرة الوحيدة طوال العام التى نستطيع فيها شراء الملابس، حيث تؤثر الحالة المادية على الأسر فى الريف، والإخوة يرتدون ملابس بعضهم، إلا أنها تستهلك بسرعة.
وتابعت 'عسقول': توفر تلك المعارض ملابس للكبار والسيدات العاملات بأسعار رخيصة جدا، كنوع من تحسين الشكل والمستوى العام لأهالى الريف خاصة والمدن بصورة عامة، وأضافت ضاحكة 'بنشوف الموضة والبندر بيلبسوا ايه، بفلوس على أد الايد'، ونتمنى من المجلس المحلي والمحافظة الموافقة على إقامة تلك المعارض لمساعدتنا فى القرى النائية.
وفى ذات السياق تقول 'ميار الحبشى' مديرة جمعية الإمام للتنمية والثقافة: تقيم الجمعية كل عام معرضا للملابس المستعملة، وذلك لتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدنى فى المجتمع ومساعدة المواطنين والأسر الأكثر فقرا، فى توفير حق دستوري كفله له القانون وهو حق الملبس.
وتابعت 'الحبشى': لم نتوقف عن إقامة المعرض قط، حيث يتم الإعلان عن حملة كساء، فيبدأ المواطنون فى التبرع بملابسهم القديمة، ويتم تجميعها فى مكان مخصص لذلك، ومن ثم تفرز لقديم وجديد، وحسب الفئات العمرية، ومن ثم تجهيزها لبيعها للجمهور بأسعار بسيطة جدا تبدأ من 5 جنيهات ولا تتجاوز الـ20 جنيها، أما العائد منها فيتم شراء ملابس وزى مدرسى وحملات إطعام الفقراء والأسر الأكثر فقرا، كمساهمة منا فى مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى 'حياة كريمة'، وخاصة أن الغربية تضم قرى معدمة.