مما لا شك فيه أن مجرد الإصابة بفيروس كورونا، تعتبر من المصاعب التي تواجه المصاب وأهله نظرا لخطورة المرض، وتداعياته التى قد تؤدى إلى الموت، وما به من وجود صعوبة شديدة في الاقتراب من المتوفى إثر إصابته بالفيروس، وما يتطلب الأمر من البحث عن ممن يقوموا بعملية التغسيل والدفن خشية التعرض للإصابة بالفيروس.
ورصدت "أهل مصر" كيفية مواجهة أزمة الموتى بكورونا وما به من الموت وخراب الديار، بداخل محافظة بني سويف، نظرا لارتفاع تكلفة أسعار تغسيل وتكفين موتى الفيروس، والتى ترتفع الأسعار بها إلى الضعف نظرا لقلة من يقومون بذلك، فضلا عن إضافة أسعار وجود المستلزمات الطبية اللازمة للوقاية من العدوى بفيروس كورونا خلال تكفين أو تغسيل الموتى.
ففى محافظة بني سويف، كون 5 أشخاص فريق "هى لله" لتغسيل موتى كورونا المستجد، بطريقة شرعية ووقائية واحترازية، كنوع من المساعدات الإنسانية فى ظل الظروف العصيبة للأسر التى تتواجد لديها حالة وفاة بكورونا، و لمحاربة جشع وإستغلال بلاءات الأهالى من فرض أموال باهظة ممن يقومون بعملية تغسيل وتكفين جثة المتوفي المصاب بكورونا.
وقال عزام سيد، أحد أفراد فريق هى لله لتغسيل موتى كورونا المستجد، والاستشارات الطبية للعزل الصحي فى بنى سويف، إن الفريق يتكون من 5 أفراد، 3 منهم مختصين بتكريم الموتى، و2 آخرين مختصين بتقديم الخدمات الصحية والطبية للمرضى وفقا لبروتوكول العلاج المعتمدة والتأكد من تنفيذ إجراءات مكافحة العدوى والعمل على مراجعة حالات المرضى المتواجدين بالعزل المنزلى.
وأضاف أن الفريق يعمل في خدمة الأهالى والمواطنين بكافة المراكز السبع بالمحافظة لمحاربة جشع واستغلال بلاءات العباد، وأنهم على استعداد على مدار الساعة فى خدمتكم وخدمة من نحتسبهم من شهداء البلاء بإذن الله للغسل والإكرام والكفن مجانا.
وأكد أن الفريق يقدم خدمات تغسيل وتكفين مصابى فيروس كورونا المستجد من الرجال والنساء، دون الحصول على مبالغ مالية، بالإضافة إلى وجود أكفان شرعية مجانا للموتى، مشيرا إلى أن الوضع لفيروس كورونا بين المواطنين والأهالى بالمحافظة كان خلال الفترة الماضية صعب و أنابيب الأكسجين كادت أن توشك على النفاذ من كثرة حالات العزل المنزلى.
وطالب عبدالرحمن، أحد أعضاء الفريق، بضرورة عودة المواطنين والأهالى بكافة المراكز السبع بالمحافظة، بارتداء الكمامات الطبية، واتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية والاحتياطات الصحية للوقاية من إنتشار فيروس كورونا المستجد، وضرورة وقف التجمعات المزدحمة وخاصة فى العزاء والأفراح.
وأشار إلى أن كافة المستلزمات الطبية والأدوية متوافرة لدى الفريق الطبي، نافيا عدد قبول التبرعات المادية أو العينية لتقديم الخدمات الطبية لكل المصابين أو التكفين والتغسيل لحالات الوفاة المصابة بكورونا.
وأضاف مصطفى سيد، أحد الأهالى، أن فريق هى لله لتغسيل موتى كورونا، وتقديم الخدمات الصحية المقدمة لمصابي كورونا، جاء في وقت صعب يتصف بالخوف والذعر والهروب من كل مصابى كورونا، أو حالات الوفاة المتأثرة بإصابتها بفيروس كورونا المستجد.
وأشار إلى أن المحافظة أصابها الرعب والخوف والقلق أثناء تسجيل أول حالة وفاة بفيروس كورونا بداخل قرية شريف باشا لشخص يدعى "عم سيد " 82 عاما، نظرا لعدم وجود عوامل الأمن والسلامة والأمان بين المواطنين والأهالى بالقرية حول كيفية تغسيل وتكفين مصابى فيروس كورونا أثناء الموجه الأولى من انتشار فيروس كورونا خلال العام الماضي.
وأكد على جاهزية الفريق الخاص بتقديم الخدمات الصحية والطبية للمرضى، وحالات التغسيل والتكفين لحالات الوفاة المصابة بكورونا، وعدم ترك الأهالى والمواطنين بكافة المراكز السبع بالمحافظة فريسة سهلة لجشعبعض الأشخاص المختصين بتقديم هذة الخدمات بمبالغ مالية كبيرة.
وأوضح مصدر طبى بمديرية الصحة ببني سويف، أنه يتم كافة التدابير الإحترازية والوقائية أثناء عملية الدفن لضحايا فيروس كورونا، بكافة الطرق الصحية والوقائية حيث يتم وضعها فى 5 طبقات من الكفن، مع وجود بعض طبقات من البلاستيك الكثيفة، والتى يتم وضعها على جثة المتوفى، فضلا عن إحضار سيارات الإسعاف والتى يتم تعقيمها بشكل كامل قبل نقل الجثة إلى المقابر.
وأشار إلى أنه عقب الإنتهاء من الغُسل والتكفين، تم إيداع الجثة بالصندوق الخشبي، وإخطار مأمور مركز شرطة ناصر ورئيس وحدة المباحث المركز، بانتهاء إجراءات الغُسل والتكفين، وتم تخصيص قوة أمنية لمرافقة السيارة المخصصة لنقل جثة المتوفي، وهذه المرحلة التي ينتهي عندها دور مديرية الصحة طبقًا لبروتوكول الإدارة العامة لمكافحة العدوى لدفن جثث المتوفين إثر الإصابة بفيروس كورونا المستجد".