بعد انتظار عام كامل لأسرة مكلومة، طُعنت في شرفها، فوقعت ابنة هذه الأسرة، فلذة كبدتها، في شراك زوجها، بيد الغدر والخسة، فهو حامي حماها وصائن عِرضها ووالد طفلها الذي لم ير النور بعد، وضجت محكمة جنايات المنصورة اليوم، بعبارات السعادة والانتصار مرددين 'يحيا العدل' و'حقك رجع'، ليعلو صوت الأم أصوات الجميع بعبارة تشفّي وسعادة، لها كامل الحق فيها 'أخيرًا هشوفه مشنوق زي ما قتلها وحرمني منها'.
وقضت المحكمة بإعدام المتهمين 'أحمد رضا الشحات' وحسين محمد عبدالله'، بعد إدانتهم بقتل زوجة المتهم الثاني، المقيمون بقرية عنتر التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، في شهر يونيو في العام الماضي، وكان القاضي بحكمه هذا يريد أن يخفف الألم عن القلوب التي أوجعتها بشاعة الحادث، إذ لم يأخذ الجاني شفقة ولا رحمة بالمجني عليها، فتهجم عليها بكل قسوة وأبرحها ضربًا، ثم قتلها ولم يكتفي بهذا، بل عاشرها جنسيا وهي قتيلة، فكان الشيطان المدبر للجريمة هو الزوج، الذي اتفق مع القاتل ليفعل فعلته، لكن عدل الله ورحمته فوق كل ظالم، ظهر الحق وستأخذ العدالة مجراها.
تزوجت الشابة 'إيمان عادل' طالبة كلية العلوم من شاب ظنت وأهلها أنه ذو أخلاق حسنة وسريرة طيبة، ولم تكن تعلم ما يخبأ لها القدر أن زواجها بل حياتها ستنتهي بعد عام و10 أشهر فقط من بعد فترة الزواج، لم يمر العام وقد أنجبت له طفلا، كانت حريصة على مستقبلها ومحبة للعلم، فكانت تسعى جاهدة للحصول على الماجستير، وكان هو يحاول أن يثبط همتها بألا تكمل طريقها، زعما أنه في حاجة لتفرغها الكامل له، لكن الحلم كان يناديها، حاولت أن ترضي زوجها وتلبي رغبتها وتحقق حلمها.
دبّت الخلافات بينهما على إثر طلبه الاستغناء عن دراستها، ليس هذا فقط وإنما أحب شابة من قريته أراد الزواج منها، لكن زوجته عقبة له في إتمام الزيجة الجديدة، فذهب لوالده يرجوه بأن يطلق زوجته ليستطيع الزواج من حبيبته، ضاربا بعرض الحائط طفله الرضيع وزوجته دمثة الأخلاق حسنة السمعة، فما كان من والده إلا أن قابله بالرفض معللا بأن الفتاة من أسرة طيبة ولم يروا منها شيئا سيئًا، فلم يكن له سبيلا آخر إلا بصحبة الشيطان، واختمرت فكرة التخلص منها بعقله، وظل يدبر لها للتخلص منها بفضيحة كبرى.
كان يجلس في محل الملابس خاصته، الذي باعت زوجته لأجل تجهيزه ذهبها وأعطته ما بحوزتها من أموال لتسانده وتدعمه فهو زوجها ووالد طفلها، يفكر كيف يتخلص منها، إلى أن اتفق مع 'أحمد رضا الشحات' على تنفيذ جريمة مقابل مبلغ من المال، وبذلك يستطيع التخلص من زوجته للزواج من حبيبته، وعقدا العزم وجهزا أدوات التخفي للإقدام على الجريمة بقلب ثابت، فساعد الزوج الغادر القاتل بإعطائه نقابًا للتخفي به، وكذلك مفاتيح البوابة ليسهل عليه الدخول.
دلف القاتل إلى الشارع، ولم يكن يعرف أن الكاميرات ترصده، وصعد إلى حيث مسكن الزوجة المسكينة، حاول الإيقاع بها ظانا أنها ستفقد الوعي كما أوحى له زوجها وأنها تعاني من ضيق التنفس والاختناق، لكن الروح عزيزة فظلت تقاوم للنجاة والحفاظ على عرضها لأخر لحظة، فما كان منه إلا أن لف حزام الروب الخاص بها على عنقها وظل يخنقها إلى أن فارقت الحياة، ثم هجم عليها ليغتصبها وينهش عرضها.
ماتت الفتاة المسالمة المسكينة، وكأن القدر أراد لها عناية أكبر بالموت، وإخفاء الكارثة والألم عنها بأن زوجها وصائن عرضها، اتفق مع ذئب بشري أن يصعد الشقة وأن يضاجعها رغما عنها، ليلفق لها جريمة الزنا ويسئ لسمعتها، أراد أن يمكر بها فمكر به الله من فوق سبع سماوات، كان يود أن تكون حديث المجالس وإن يلطخ سمعتها بالعار غير منتبه لشرفها وسمعة أهلها والميثاق الغليظ بينهما لم يجعله يتردد لحظة بل أقدم بكل خسة ودناءة، محرضا هذا الآخر فاقد القلب والإيمان والشرف، ونفذا الجريمة بقلب بارد، فارقت الحياة بشرفها فعرفت بفتاة الشرف، وظلا هما يجنيان لأنفسهما وأسرتهما كل ألقاب الإهانة فقد خسروا خسرانا مبينا سود الله وجههما.
وتعود أحداث الواقعة لشهر يونيو في العام الماضي، بالعثور على جثة سيدة في العقد الثاني من عمرها تدعى 'إيمان' متزوجة، وأقر الزوج أنه وجدها جثة هامدة فور عودته من عمله بمحل الملابس، وكان يصرخ ويبكي لكنها كانت دموع التماسيح.
تدعي 'إيمان'، والتي تبلغ من العمر 21 عامًا، وبها آثار خنق حول العنق، حيث أكد زوجها 'حسين'، الذي يمتلك أحد محال للملابس، أنه فور عودته من عمله وجدها جثة هامدة. وكشفت كاميرات المراقبة لغز عملية القتل التي أظهرت شخص مرتدي نقاب صعد إلى منزل القتيلة ونزل بعد مرور وقت من الزمن، وكان التوقيت هو نفس توقيت الجريمة. ونجحت التحريات في ضبط المتهمين، واليوم تم الحكم بالإعدام شنقا.
وقال القاضي قبل النطق بالحكم: 'هذه الجريمة أوجعت القلوب في المجتمع المصري وكانت جريمة شروع واغتصاب وقتل للمجني عليها اتفاقا المتهمين كله مع بعضهم البعض وكان ثالثهما الشيطان وأن المتهم ارتدى ملابس نسائية لإتمام جريمته'.
اليوم اقتص القضاء المصري لأسرة 'إيمان' بل وللمجتمع المصري جميعه وأطلقوا حكم الإعدام رصاصة مدوية تنهي حياة الآثمين و تكون رادعة لكل من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه الجرائم، بينما كانت الأسرة رغم مرارة فقد نجلتهم إلا أن مقاومتها وموتها عفيفة شريفة واقتصاص القضاء لروحها وعودة حقها أثلج صدورهم.