من رحم المعاناة يُولد الأمل.. هذا ما ينطبق على الفتاة البحراوية 'صفاء خليفة'، حاصلة على بكالوريوس تجارة بجامعة دمنهور، والتي تحدت العادات والتقاليد الريفية وضربت بها عُرض الحائط بحثًا عن 'لقمة العيش' لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة، لتقتحم عالم الرجال وتثبت قدرتها وجدارتها وتنسج قصة كفاحها من العمل 'بائعة سمك'، لتثبت للجميع أنها فتاة بـ'100 رجل'.
بداية قصة الكفاح
'لم أنظر إلى وضعي الاجتماعي بين زملائي كوني خريجة جامعة، كان كل ما يشغل ذهني تحسين المستوى المعيشي وتحدي الظروف' كلمات بدأت بها 'صفاء' تروي قصة كفاحها، موضحة: 'بعد تخرّجي من كلية التجارة قمت بفتح مكتبة في الجامعة، ولكن كان هذا المشروع موسمي غير مناسب مع ظروفي المعيشية، فتوجهت للبحث عن عمل في مجال آخر وكان الأنسب فتح مشروع سمك'.
'صفاء' بائعة السمك
وتُضيف صاحبة الـ٢٩ عامًا، أن فكرة فتح مشروع السمك كانت مختلفة عن عادات وتقاليد المجتمع الريفي في محافظة البحيرة، مضيفة أنها تحدت تلك الصعوبات وبدأت العمل بذاتها لنجاح المشروع.
وتُتابع أنها لم تنظر إلى وضعها الاجتماعي بين زملائها كونها خريجة جامعة، وكان كل ما يشغل ذهنها تحسين المستوى المعيشي وتحدي الظروف، موضحة أنها سعت لتطوير المشروع ومساعدة الشباب والفتيات بالعمل معها.
رفض المجتمع عملها
وتؤكد 'صفاء'، أنها واجهت العديد من الصعوبات منها حرارة الفرن أثناء شوي السمك في فصل الصيف، بالإضافة للتحدي الأساسي وهو رفض المجتمع لعمل الفتاة في تلك المهنة.
فتاة بائعة سمك تقتحم 'مهن الرجال'
واستطردت: 'زي ما كان في رفض من المجتمع كان في تشجيع ليا من العديد من الشخصيات منهم أستاذتي في الجامعة والأصدقاء المقربين، وكان من عوامل نجاحي ذلك الدعم المعنوي ونظرات الفخر منهم'.
نصيحة للشباب
واختتمت 'صفاء' حديثها بتقديم نصحية للشباب بالسعي وعدم اليأس واللجوء إلى السفر خارج مصر لتحقيق النجاح، قائلة: 'الخير موجود كتير في البلد اسعى وسيبها على الله، لو مقدرتش تحقق حلمك في بلدك، صعب تحققه في بلد آخر ويكفي أن أكبر غرامة في الغربه إحساسك بالغربة نفسها عن أهلك ووطنك'.
مراسلة 'أهل مصر' مع 'بائعة السمك'
فرن لشوي السمك