'من لم يكن الموت واعظ له فلا واعظ له'، حيث لم يخش البلطجية والخارجين عن القانون بمدينة طنطا، عن ممارسة كل شئ خارج داخل المقابر، بداية من سرقة بوابات المدافن، وصولا للأفعال المنافية للآداب، مرورا بتجارة المخدرات وتعاطيها.
قال حسن أبو العطا، أحد التُرابين بمقابر عوارة: 'ينتهي عملنا مع آذان المغرب، ونترك المقابر ونعود لبيوتنا، وتتحول المقابر ليلا مأوى للخارجين عن القانون، واللصوص والمدمنين.
وأشار أبو العطا إلى أن المقابر تشهد أعمالا غير أخلاقية ليلا وينتشر بها تجار المخدرات والمدمنين واللصوص، وأن التُرابين يعانون من انتشار البلطجية والمدمنين ولا أحد من الدفانين يستطيع أن يفعل شيء خوفا على أرواحهم، فمنذ عدة أيام فوجئ الأهالى بسرقة أكثر من 60 بوابة مدفن، ولم يجدوا أمامهم حل سوى إبلاغ أصحاب المدافن للتحرك أو تقديم بلاغات.
وتابع أشرف عبد الحي، أحد الأهالى بالمنطقة: أن اللصوص يبتكرون طرقًا لسرقة البوابات، حيث يقومون بربط حبل فى بوابة المدفن والطرف الأخر فى سيارة ربع نقل، ويتحركون فتنزع البوابة من مكانها ويتم تحميلها على السيارة، وحاول الأهالي منعهم أكثر من مرة إلا أنهم يلوذون بالفرار.
وأكد عبد الحي: أن اللصوص يبيعون تلك البوابات المسروقة بسوق الحدادين بطنطا، حيث يصل طن الحديد الخردة لـ٤ آلاف جنيه، وهو ما يُعد مكسبًا كبيرًا بمجهود قليل بالنسبة لهم، ولا يخشون من أصحابها، ولا يتعظون من الموت والموتى.
وأضاف وليد حسني، أحد تُرابين المقابر: 'الخارجين عن القانون لا يحترمون حرمة الموتى ويرتكبون أبشع الجرائم داخل المدافن'، مؤكدًا أن تُرابين المقابر ليس لهم أي اختصاص في الإبلاغ عن وقائع السرقات ونكتفي فقط بإبلاغ أصحاب المدافن وهم أصحاب الشأن فى الإبلاغ من عدمه، ورجال المباحث تواجدوا فى المقابر للبحث عن العناصر الإجرامية المشتبه فيهم وراء ارتكاب وقائع سرقة البوابات.
وأشار إلى قيام أحد الأشخاص باغتصاب طفلة داخل المقابر فى وضح النهار، ولم يشعر به أحد، حيث تقدموا بالعديد من البلاغات للمباحث والقسم التابع له المنطقة، والذين قاموا بعدد من الحملات إلا أنها لم تردع الخارجين على القانون، أو تقلل عدد السرقات بل زادت، ونطالب اللواء هانى مدحت مدير أمن الغربية، لإنقاذنا وزيادة الدوريات والحملات لتطهير المنطقة.