جذبتها مادة الأحياء عند دراستها في الصفوف التعليمية في المرحلة الثانوية منذ عام 2017، أولتها اهتمامًا بالحب بالغًا، فظلت تذاكرها وتبحث في أعماقها، داخل الكتب الدراسية والمراجع التي لم يُطلب منها كطالبة البحث في ثناياها، وعند حضورها درس 'المناعة' بمادة الأحياء جاءتها فكرة عبقرية، وهي علاج مرض الإيدز بمواد طبيعية، والقضاء عليه نهائيا من أجسام أهلكها فيروس المناعة الخطير.
المبتكرة الشابة 'ندى محمد ربيع أحمد، البالغة من العمر 24 عام، والتي تخرجت من كلية الزراعة بقسم التكنولوجيا الحيوية بجامعة بني سويف، كما تم تكريمها من جهات عديدة لمشاركتها مسابقات كثيرة ومساهمتها في البحث العلمي، إذ تم اختيارها كأفضل شخصية على مستوى الجمهورية كنتيجة لمسابقة هرم الإبداعية الدولية عام 2018، وتعد عضوًا فاعلا في فريق 'yly' التابعة لوزارة الشباب والرياضة، كما كرمها فرع المجلس القومي ببني سويف في اليوم العالمي للمرأة، وحصلت على شهادة سفيرة الإبداع والابتكار عن مجلس علماء ومبدعي مصر والعرب، وشاركت في فعاليات عديدة ومسابقات وتم تكريمها لمرات عديدة، جميعها تؤكد على تفوقها وتألقها.
كيف جاءت فكرة العلاج:
وتروي 'ندى' في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر': 'جاءتني الفكرة في عام 2017 وقد كنت في الثانوية العامة، أحضر درس 'المناعة' في مادة الأحياء، متابعة: 'وناقشت المعلم في نقاط خاصة بالحفاظ على المناعة وتحفيزها ضد الأمراض المختلفة، فأعجب معلمي بالفكرة للدرجة التي أوصاني بالاحتفاظ بها لحين زيارتي لمركز البحوث لعرض الفكرة والتي وصفها بأنها ابتكار فريد، معلقة: 'كنت بشرح كيفية تحفيز المناعة لتحفيز قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات عامة وكذلك الفيروسات التي تستطيع التحول والتطور چينيا'.. حسب قولها.
شرح توضيحي لعلاج الإيدز:
وتوضح 'ندى' فكرتها عن علاج الإيدز من خلا تعريفها بالمرض ذاته على أن الإيدز مرض فيروسي خطير يدمر جهاز المناعة ويجعله عاجزا عن مقاومة أنواع متعددة من العدوى كما ويجعله عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، لافتة إلى أن الفيروس عندما يدخل جسم الإنسان يبحث عن الخلايا التائية المساعدة ذات مستقبل CD4، وهنا يبث إنصهار وارتباط بينهما، وبالتالي يبث مادته الوراثية، ومن هنا يُحدِث نسخ وينتج أعداد كبيرة من الفيروسات الجديدة داخل الخلية'.
علاج الإيدز بمواط طبيعية:
وتتابع: 'تعتمد فكرتي علي تحضير علاج يقضي على فيروس الإيدز من خلال عمل تحليل Dna معاد الاتحاد وتستخدم إنزيم إبزيما في تدمير موضع ارتباط الفيروس مع المستقبل CD4 الخاص ببروتين الخلايا التائية المساعدة، لافتة إلى أنه يمثل نقطة الارتباط مع الخلايا الليمفاوية باستخدام العديد من المواد واستخدام مواقع جينية معينة، موضحة أن العلاج يعمل على الحفاظ على الخلايا المجاورة للخلايا المصابة، كما ويتم تجميع الفيروس في منطقة معينة من الجسم حيث يحد من انتشار الفيروس في الجسم والقضاء عليه تماما، باستخدام مواد طبيعية وكميائية'.
تشير 'ندى' إلى أن فكرة العلاج تعتمد على الحد من انتشار الفيروس في الجسم، وتجميع الفيروس في نقطة معينة بخلاياه المصابة، على أن يتم حقنها بالمواد الفعالة المشتقة من المواد الطبيعية المخصصة للعلاج، وبالتالي تحجيم الفيروس القادر على التحور چينيا، ومنح المناعة القدرة على الدفاع عن الجسم ضد أي فيروس وبالتالي انتشاره وكذلك حماية الخلايا السليمة المجاورة للخلايا المصابة بالمرض.
حزنها بالغ بسبب عدم حصولها على براءة الاختراع:
وتشير ندى إلى حزنها البالغ بسبب عدم حصولها على براءة الاختراع الخاص بعلاج الإيدز وبالتالي لم يمول المشروع من الجهات المختصة، لافتة إلى أنها قدمت مشروع الاختراع، ولكنها عملت بنصيحة البعض إذ قدمت فكرة المشروع مكتملا، إلا من ذكر ماهية المواد الطبيعية المستخدمة لعلاج فيروس الإيدز لحفظ مشروعها من السرقة قبل تسجيله، فطلب منها المسؤولون أن تعدل الفكرة وتضيف ما ينقص المشروع، مؤكدة أنها فعلت ما أوصوا به، إلا أنها فوجئت برفضهم منحها براءة الاختراع بسبب أن الفكرة طرأت عليها تغيرات، كما أنهم 'البحث العلمي' رفضوا منحها براءة اختراع محتجين على استخدام مواد طبيعية في العلاج.
لها ابتكارات أخرى:
لم تكتفِ 'ندى' بالوقوف عند حلم الحصول على براءة الابتكار، وإنما ظلت تسعى نحو 5 سنوات لتطوير أفكارها ودراستها في البحث عبر مواقع بنك الجينات وكذلك الكتب والمراجع والإنترنت لتطور فكرها عامة وابتكارها الفريد المختص بعلاج الإيدز،ونجحت بالاشتراك مع طلاب جامعتها وبمساعدة دكتور في الجامعة، بالحصول على تمويل بعد سعي ودراسة عميقة، لتحويل مياه الصرف الصحي إلى مياه صالحة واستخدامها في الزراعة، للمشروع الذي تم تقديمه إلى المجلس الأعلى للجامعات، وذلك باستخدام فلتر تنقية.
وتسعى 'ندى' للحصول على دراسات عديدة في علم الجينات والوراثة وكل ما يساهم في البحث العلمي ويعزز ابتكاراتها، وذلك لقدرتها على مواصلة الدراسة في عالم البحوث العلمية، ولديها فكرة حول استخدام الجينات الخاصة بالنباتات وتعديلها جينيا ووراثيا، لتحمل الظروف المناخية المختلفة وتعطي انتاجية أكبر مع استخدام مياه أقل وذلك سيكون حلا حسب قولها لمشكلة سد النهضة.
وتلاقي ندى الدعم الكال من أسرتها ماديا ومعنويا، فجدها لوالدها ووالدتها ووالدها وخالها، هما التروي الأساسية في مشوارها في الحياة والعلم.
وتختتم الشابة 'ندى' في حديثها 'لأهل مصر'، أنها تود الحصول على براءة الاختراع لعلاج مرض الإيدز، للنجاة بحياة هؤلاء المرضى في العالم، وكذلك الحصول على تمويل للمشروع، لتستطيع تنفيذه على أرض الواقع، وتناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يدعمها لصالح مصر، كما وتحتاج إلى أطباء متخصصين يتابعون معها المشروع يكونوا أكثر دراية منها خاصة بالمواد الكيميائية وطرق العلاج لاكتمال المشروع، لافتة إلى أنها تحتاج في المرحلة الأولى إلى فئران التجارب البيضاء المعملية وفي المرحلة الثانية تحتاج إلى قرد شامبنزي لاقتراب الصفات التشريحية له لجسد الإنسان، وذلك لاكتمال أبحاثها على أتم وجه، وتود أن تساعد كل من يلجأ إليها ليس فقط علاج المرضى، وأن تعين في مركز البحوث العلمية وان يكون لها مكانة علمية تتيح لها مواصلة ابتكاراتها وأبحاثها.