قصة كفاح "شريف الحصري" بائع ذرة مشوي بدرجة ماجستير مقارنة أديان بالشرقية: "ما بقولش لشغلانة لا طالما حلال"

حكاية "شريف الحصري" بائع ذرة مشوي بدرجة ماجستير مقارنة أديان بالشرقية

شريف
شريف

ساقته الظروف لأن يسلك دروبًا عديدة في الحياة، تعلّم الصبر ليكون رفيقه في رحلة الحياة، أتقن العناد كي لا تهزمه الصعاب والمشقات، ومارس الاجتهاد كي يتم ما يبدأ السعي فيه، يأخذ كل درب يسلكه شهورا من عمره وسنوات عديدة، لكنه مثابرا ومتفائلا لعلّه يأتي برزق ثمين لأسرته، ويوفر لهم حياة كريمة، وكذلك ليستطيع استكمال دراسة الماجستير، من كسبه لبيع الذرة المشوي مفترشا الشوارع ومزاحما السيارات في الطرق السريعة، لا يعبأ ببرد الشتاء ولا يخشى حر الصيف.

شريف الحصري

حكاية شريف الحصري بائع الذرة المشوي ودارس الماجستير مقارنة الأديان بالأزهر الشريف:

الأربعيني 'شريف الحصري' من مواطني محافظة كفر الشيخ، درس بالأزهر الشريف وتخرج من كلية الدراسات الإسلامية وأصول الدين، اعتاد على العمل منذ صباه، وتعلّم حرفة الحياكة 'ترزي رجالي' من والده، إذ كان يساعد والده وشرب منه 'الصنعة'، فجمع بين العمل والدراسة منذ الصغر؛ فضلا عن محاولاته في الكسب من أعمال أخرى خارج جلباب والده، وتعلم منذ صغره الاعتماد على نفسه وكذلك توفير نفقاته الخاصة، فأُسرتهم كحال معظم الأسر حالها متواضع بسيط.

شريف ومساعده

إصابة تغتال الحلم:

كان يداعبه الطموح والتألق في عالم الألعاب الرياضية المميزة، فمارس لعبتي كرة القدم بنادي دمنهور للألعاب الرياضية هذا بالإضافة للكرة الطائرة، لكنها الرياح أتت بما لم تهوى نفسه، إذ أصيب في غضاريف أحد ساقيه فأقعدته الإصابة عن ممارسة هوايته، وعلى الرغم من بدايته المبشرة بالتألق في عالم كرة القدم إذ حصل على جائزة أفضل لاعب، واغتالت ظروفه الصحية حينها حلمه، كما لم تساعده حالته الاقتصادية على التداوي من الإصابة والعلاج، فقرر ألا يبكي على الحلم الضائع، وسلك طريقا آخر مع استكمال دراسته وحصل على الليسانس من جامعة الأزهر.

شريف

لم يعرف الإحباط وواصل السير في دروب الحياة بنفس طاقة الأمل:

وحاله كحال كل شاب، السعي الدؤوب للاستقرار في كنف أسرة يؤسسها بساعده وعرق جبينه، وكان نتاج زيجته 3 من الأبناء، ظل يطرق كل أبواب الرزق في محافظته ومحافظات مصر المختلفة، فأبنائه يواصلون التعليم فأكبرهم بلغ من العمر 12 عاما وأصغرهم عامين ونصف العام، إلى أن استقر به الحال في محافظة الشرقية وتحديدا في مدينة منيا القمح، تاركا محاولات عديدة دامت لسنوات في أعمال مختلفة، بين بائع متجول أو مقدم أطعمة في مطعم وربما بائع خضروات وفواكه، وكذلك قضى سنوات عديدة في العتبة فهي منطقة تجارية تفتح بابها لكل من طلب الرزق.

شريف الحصري

علمته السنوات ألا يتوقف:

ترك كل السنوات خلفه بما جاهده فيها مكتسبا خبرة في الحياة وصبرا يؤهله لتحمل المشقات والصعاب، واستقر كبائع ذرة مشوي في شوارع المدينة وطرقها السريعة، واستقر به الحال على الطريق السريع منيا القمح-القاهرة، مفترشا جانب الطريق بفرن معدني يشتعل بأسطوانة غاز البتوجاز، يعمل صيفا شتاء رغم ارتفاع الحرارة وكذلك ايضا رغم انخفاض درجات الحرارة، فلا حرارة قاسية تعيقه ولا برد قارس يقعده، يجلس أمام الفرن يقلب الذرة ليتم نضجه ويبدأ مساعده في عرضه على المارة من ركاب السيارات على الطريق، يتعرضون لمخاطر تصادم السيارات على الطريق وكذلك احتمالية حدوث حرائق ونيران من أسطوانة الغاز والحرارة معا، لكنهم يتوكلون على الله مع الحرص الكامل على أنفسهم.

شريف

مساعده حاصل على مؤهل عالي وبأجر يومي 130 جنيها:

يعمل 'شريف الحصري' ومساعده الشاب الحاصل على معهد نظم حاسبات ومعلومات وحاسب آلي، نحو 11 ساعة باليوم بيومية للمساعد تصل لنحو 130 جنيها، لم يرغبا في مواصلتها لصعوبتها ومشقتها إلا أنهم يجدون عائدا يرضيهم أخر اليوم؛ خاصة في فصل الصيف، فالـ 3 قطع من الذرة تباع بـ 10 جنيهات، ويبدأ العمل منذ شهر أبريل وحتى نهاية شهر يناير.

شريف

يعمل في الإجازات ترزي رجالي:

أما عن باقي شهور العام، فقد يستغل العودة لعمله مؤقتا كترزي رجالي؛ خاصة في منتصف الشتاء وتفصيل الجلاليب البلدي للرجال والأطفال في قريته بكفر الشيخ، وبين موسم الذرة الذي استمر فيه نحو 5 سنوات وعمله كترزي، يبحث عن أعمال أخرى لتوفير نفقات أسرته ودراسته في الدراسات العليا بالأديان المقارنة بالأزهر الشريف، على أمل أن يعمل ذات يوم في مجال دراسته.

أسواق بيع الذرة وأجوظ الأنواع:

وفي حوار 'أهل مصر' مع شريف الحصري عن أسواق الذرة ومزارعها، أشار إلى أن الذرة الأخضر يبتاعه من محافظات ومناطق عديدة مثل البحيرة، بني سويف، الوراق، القناطر، وشبين القناطر، فهي مزارع له وكذلك بها أسواق لتجارته، ويعد حسب قوله أن ذرة البحيرة من أفضل أنواع الذرة مذاقا وجودة مرجعا ذلك إلى مناخ البحيرة وتربتها، على أن يكون الشراء إما بعدد القطع أو بالمقاس كأن يشتري الشخص قيراط أو أقل حسب إمكانياته، محاولا تفادي التلفيات والخسائر فيما بعد كتعرض الذرة للجفاف والتلف.

فاصل من العمل في كنف الأسرة لتستمر الحياة:

واعتاد شريف الحصري أن يأخذ جولته في العمل في محافظة الشرقية بعيدا عن أسرته، ثم يعود إليهم كل 15 يوما محملا لهم الهدايا المتواضعة وما جمعه من مال يقيهم سؤال الغير ومد يدهم ويكفي حاجتهم، يستظل بجدران بيته المتواضع ويأنس بزوجته وأبنائه ويبقى في كنفهم ليومين أو ثلاث مع أخذه في الاعتبار أخذ قسطا من الراحة، ليعود من جديد إلى شوي الذرة وممارسة عمله المعتاد وتدور عجلة الحياة بهذا العمل إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، ويختار له دربا جديدا ربما في المرة القادمة يكون كما أراده وتمناه طيلة سنوات عمره.

وكانت 'أهل مصر' أجرت حوارا مرئيا عبر تقنية البث المباشر على الصفحة الالكترونية الخاصة بالجريدة، للمشاهدة من

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً