لا للمستحيل بدًا، حيث قرر بكل تواضع ألا يهجر عربة والده التي ظلت تُطعمه لسنواتٍ عدة وتساهم في تخرجه من قسم المساحة بكلية الآداب جامعة المنوفية، ليعمل مُهندس مساحة.
روى المهندس أحمد الشحات القصير، ابن قرية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ويعمل بائع 'عرقسوس'، تفاصيل قصته لـ'أهل مصر'، قائلًا: 'أخرج من المنزل في التاسعة من صباح كل جمعة لبيع العرقسوس والتمر والسوبيا، في شوارع قرية شنوان'.
وتابع: 'أعمل طوال أيام الإسبوع داخل إحدي الشركات، لأعود يوم الجمعة لافتتح عربة والدي وتُجهز والدتي المشروبات اللازمة لبيعها داخل القرية، حيث تعودتُ على العمل على عربة العرقسوس الخاصة بوالدي منذُ ان كنتُ في المرحلة الابتدائية، لأقوم بمساعدة والدي' .
'منذ صغري و يعرفني أهالي القرية لذلك بدؤا في مناداتي بـ (أبو يقين)' هكذا استكمل 'أحمد' حديثه، مضيفًا: 'تعوّد أهالي القرية على شرب العرقسوس مني بعد صلاة الجمعة وهم في طريقهم لزيارة موتاهم في المقابر، حيث زرع بداخلنا عدم الخجل من عملنا والعيش أيا كانت الظروف، حيث كان يعمل والدي مُشرف نشاط في مدرسة جمال عبد الناصر الواقعة بالقرية، وكان يقوم بالخروج بعد وقت العمل في بيع العرقسوس علي العربة'.
واستطرد بائع العرقسوس: 'أصرّ والدي على حصولي على مؤهل عالٍ، وفي ذلك الوقت كنت أنوي التقديم في التعليم الفني، وذلك لتوفير النفقات ولتخفيف العبء عن كاهل والدي، حيث أنني لم أخجل ابدًا من عمل والدي على عربة العرقسوس، مؤكدًا أنه سيقوم بتعليم ابنه مهنة بيع العرقسوس، لتظل عربة والدة متنقلة في كافة شوارع قرية شنوان.