أيام قلائل تفصلنا عن افتتاح أكبر مشروع أثري في العالم، وهو مشروع طريق المواكب الكبرى المعروف إعلاميا بالكباش، والبالغ طوله 2700 متر ويمتد على طولة 1095 تمثال فرعوني بعضها للإله آمون رمز حماية المعبد، وتستعد المحافظة لتنظيم احتفالية كبرى على غرار نقل المومياوات الملكية، سيحضرها شخصيات كبرى من سياسيين وفنانين عالمين وإعلاميين.
وتحت شعار 'الأقصر في ثوبها الجديد'، بدأت استعدادات الاحتفالية منذ أسابيع حيث تجرى أعمال التطوير والتجميل في المحافظة من طلاء لواجهات المنازل باللون الموحد، وكذلك إعادة رصف للشوارع الرئيسية وتجميل الشوارع والميادين الرئيسية.
من جهة آخرى بدأت منذ نحو أسبوع أعمال بروفات الاحتفالية والتي من المتوقع أن تكون تزامنا مع عيد الأقصر القومي يوم 4 نوفمبر المقبل، حيث تجري يوميا أعمال البروفات بطريق الكباش التي سيشارك فيها حوالي 400 شاب وفتاة من وزارة الشباب والرياضة.
من جانبه قال مصطفى الصغير، مدير عام معابد الكرنك والمشرف على طريق الكباش، إن أعمال تهيئة الطريق للافتتاح أوشكت على الانتهاء يتبقى بعض أعمال استكمال الإضاءة والإصلاحات الخاصة بالمداخل والمخارج تكثيف زراعة النخيل إزالة الحشائش كالحلف والعاقول.
وأضاف الصغير لـ'أهل مصر'، أن مصر ملتزمة بالمواثيق الدولية الخاصة بالحفاظ على الآثار، لذا لن يتم تركيب أي تماثيل مقلدة على القواعد الفارغة والتي لا يوجد عليها كباش، وسيتم وضع بعض التماثيل والرؤوس التي تم اكتشافها أثناء أعمال الحفائر والبالغ عددها حوالي 14 تمثالا، أما عن أسباب عدم وجود قواعد فارغة لا يوجد عليها تماثيل، فذلك كان نتاج عوامل بشرية في خلال العصور المتأخرة بعدما انتهى العمل بالطريق وتوقف استخدامه حيث تم إعادة التماثيل بشكل آخر من خلال قطع بعض التماثيل واستخدامها في جداران أو أبنية آخرى في أواخر العصر الروماني وخلال العصور الوسطى، ونجد تماثيل موجودة لكن متساقطة بجوار القواعد سيتم ترميمها ووضعها على القواعد.
وأوضح المشرف على طريق الكباش أن افتتاح الطريق لا يعني انتهاء العمل فيه، بل ذلك سيفتح الباب لأعمال الحفائر والترميم، ونتوقع من خلال الشواهد التي وجدناها أن يصبح الطريق من أكبر المواقع الأثرية في مصر وسيكون شاهد على كل أشكال الحضارة في طيبة كل العصور بدءا من العصر الفرعوني، حتى الوقت الحالي، متابعا: 'كما أننا اكتشفنا الأسبوع الماضي 9 من رؤوس التماثيل الخاصة بطريق الكباش بمعبد خونسو بمعابد الكرنك، وكانت في حالة جيدة جدا وتجري الآن أعمال الترميم لها وسيتم تركيبها على قواعدها في الطريق، كما تم اكتشاف 5 رؤوس تماثيل بجوار معبد الأقصر وسيتم وضعها على القواعد الخاصة بها في الطريق'.
وتابع: 'الاحتفالية ستكون عبارة عن إعادة إحياء أحد الأعياد الهامة جدا، وهو عيد الأوبت وهو عيد كان يحتفل به المصري القديم في مدينة طيبة القديمة، حيث يتم حمل المعبود آمون في موكب من معبد الكرنك وصولا إلى معبد الأقصر، حيث سيخرج الزورق المقدس الخاص بالمعبود آمون محمولا على الأكتاف في أجواء احتفالية كبيرة جدا نتوقع أن تحوذ على إعجاب العالم كله'.
وتعبر النائبة أماني الشعولي، أمين سر لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، عن فرحتها بقرب افتتاح هذا الطريق الذي كان حلما بالنسبة لكل أهل الأقصر، والذي طفرة سياحية غير مسبوقة حيث ستصبح الأقصر أكبر متحف مفتوح فلا يوجد أي مكان أثري بهذه الضخامة وبهذا الطول وبهذا الجمال، كما أن الاحتفالية الكبرى التي ستتم لافتتاح الطريق ستعيد إحياء الأقصر مرة أخرى بشكل جديد حضاري وجمالي، حيث سيشعر السائح ويعيش فترة الماضي في المستقبل من خلال مروره في الطريق.
ويؤكد محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، أن الفضل كل الفضل يرجع للرئيس عبد الفتاح السيسي فهو كلمة السر لكل ما نراه في الأقصر حاليا، مردود افتتاح هذا الطريق والذي دخل موسوعة جينس قبل أن يفتتح، كما بدأ مردوده السياحي من الآن حيث بدأت الحجوزات لترى وتحضر احتفالية الكباش ونستقبل حوالي 12 طائرة شارتر أسبوعيا نسب الإشغال جيدة جدا عادت الحياة للفنادق العائمة والثابتة وإعادة فتح أبواب الخير لحوالي 77% من أهل الأقصر والذي يعتمدون على السياحة بشكل أساسي.
ويشير عثمان إلى أن لجنة السياحة الثقافية من خلال جسر الحضارات الذي تبنى هذه الفكرة، دعت 14 فنانا عالميا ما بين فنان رسام ومصور لتوثيق هذه الاحتفالية الرائعة ليرى الأجانب مصر بعيونهم.