كلما اقترب موعد الاحتفال بالمولد النبوي، تتبادر إلى الأذهان مظاهر الاحتفال بذلك اليوم العظيم الذي ينتظره الكبير قبل الصغير، حتى أن 'الفلكلور' المصري، اختص تلك المناسبة بنوع معين من الحلوى وهى العروسة والحصان السكر، فتجد المذياع يشدو بأغاني مدح الرسول الكريم، وأغاني الحلوى مثل: 'حلاوة زمان عروسة وحصان'.
ومن هنا كان لـ'أهل مصر' تلك الجولة داخل مصنع الشامي، لإنتاج حلوى المولد النبوي الشريف.
يقول 'سعد الشامي' صاحب المصنع: 'أعمل في تلك المهنة منذ أكثر من 50 عاما، بداية من العمل مع جدي ووالدي وصولا لليوم، وعلمت أولادي المهنة منذ الصغر، واستلموا راية العمل من بعدي، فصناعة العروسة والحصان أصبحت مهنة منقرضة وموسمية، لا نعمل بها سوا شهر واحد كل عام، بداية من شهر صفر حتى قبيل المولد النبوى بيومين أو ثلاثة'.
وتابع 'الشامي': 'لذلك لا تعد هذه المهنة ثابتة، لكن ما زلنا نعمل بها لإحياء التراث، حتى لا تختفي مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي وإسعاد البسطاء، فثمن العروسة الصغيرة لا يتخطى العشر جنيهات، بينما تتراوح أسعار العروسة والحصان متوسطي الحجم بين الـ 30 جنيها و50 جنيها، أما العروسة التي تبلغ نصف متر فلا تتجاوز الـ 70 جنيها وتصنع حسب الطلب'.
وأضاف 'محمد الشامي' أحد صناع العروسة الحلاوة، موضحا طريقة صنع هذه الحلوى المميزة: 'أقوم بـطبخ السكر للوصول لقوام معين يحتاج حرفة، حيث يستطيع الصانع ملاحظة التسوية بعينية، فلا يحرق السكر أو يرفعه ناقص تسوية، المكونات بسيطة جدا عبارة عن 'سكر وماء وقليل من ملح الليمون'، تطبخ على نار متوسطة، وتقلب لمدة معينة، وبعد ذلك يتم صبها في قوالب خشبية على شكل العروسة والحصان'.
وتابع 'محمد أحمد' أحد عمال المصنع: 'عقب صبها في القوالب الخشبية تترك دقيقتين، ثم تسكب الزوائد، من القوالب، والتي يجب أن تكون رطبة إلى حد ما، يليها مرحلة الحل، ويجب أن يكون العامل خفيف اليد حتى لا تنكسر القطعة بين يديه، ومن ثما تدخل مرحلة التزيين، والتي تقوم بها السيدات، ولكن امتنعنا عن وضع الكحل وأحمر الشفاه حتى تصبح آمنة للأكل، كما يتم تغليف القطعة بغطاء بلاستيكى بسبب الإجراءات الاحترازية للحد من فيروس كورونا'.