عانت محافظة الغربية، كثيرا من عدم وجود ظهير صحراوي، للتوسع خلاله، حتى أصبحت المحافظة مكتظة بالسكان، وفشل أبنائها في الحصول على أماكن جديدة للسكن، وزادت نسبة الكثافة السكانية، يقابلها ارتفاع في أسعار الوحدات السكنية، فكان لابد من إيجاد بدائل داخل المحافظة، حيث كانت وما تزال منطقة المستعمرة القابعة في قلب المحلة الكبرى، هدف للكثير من المشروعات، خاصة أن عقد الانتفاع الذي أبرمته شركة مصر للغزل والنسيج لاستغلالها انتهى منذ مدة.
يقول 'محمد أبولمون' أحد شباب مدينة المحلة الكبرى: 'الكثير ما يعاني لإيجاد وحدة سكنية نستطيع استأجرها أو شراءها في السنوات العشرة الأخيرة، وذلك لارتفاع الأسعار بصورة كبيرة، إلى جانب عدم وجود مشروعات سكنية خاصة بالدولة لحل أزمتنا'.
وتابع 'أبولمون': 'من الجيد التفكير في منطقة المستعمرة ومناطق المحالج القديمة، حيث تمتد تلك المناطق على مئات الأفدمة الغير مستغلة بالمرة، وتصلح لتكون مجتمعات إسكانية واسعة لحل أزمتنا كشباب'.
فيما قال 'محمد عمار'، محاسب بالمحلة الكبرى: 'كانت وستظل مشكلتنا الكبرى داخل مدينة المحلة ومحافظة الغربية ككل افتقارها لمشروعات إسكان اجتماعي، وعدم توافر فرص للحصول على وحدة سكنية لنبدء حياتنا، فالأسعار وهمية، في متناول ميسور الحال'.
وأضاف عمار: 'يصل سعر الوحدة لاكثر من مليون جنيه، أما الوحدات النصف تشطيب تبدء من 350 ألف جنيه، ولا تتوفر فرص للتقسيط، كما واجهتنا مشكلة جديدة وهي التصالحات، والتي تضاعف السعر الأساسي للوحدة السكنية، وأصبحنا مهددين إما بالطرد أو بالسجن، ومن هنا ناشدنا المحافظة عشرات المرات لأنقاءنا من الجشع والسجن وتوفير وحدات للشباب'.
من جانبه قال الدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية، عقدنا اجتماع مع التنفيذين في مدينة المحلة وصندوق تطوير العشوائيات لإيجاد أماكن جديدة يمكن استغلالها لبناء منطقة سكنية جديدة للشباب، ووقع الاختيار على عدد من المناطق أهمها منطقة المستعمرة، حيث تم مناقشة المشروع مع المهندس خالد صديق مدير صندوق التطوير الحضاري، بحضور الدكتور أحمد عطا نائب المحافظ، وذلك ضمن خطة المحافظة والصندوق لتطوير عواصم المدن والمناطق العشوائية.
وأضاف 'رحمي': 'تم البدء فى تنفيذ عدد من مشروعات الإسكان بالمحافظة، وأهمها مشروع الإسكان الاجتماعي بمنطقة العجيزي، والذي تنفذه الهيئة الهندسية ضمن المشروع القومي لتطوير عواصم المدن الذي يستهدف إنشاء 500 ألف وحدة سكنية بجميع أنحاء الجمهورية، حيث يتم بناء 6 عمارات تتكون كل عمارة منهم من دور أرضي و9 أدوار علوية بإجمالي 480 وحدة سكنية مقامة على مساحة 2.3 فدان'.
فيما قال الدكتور 'أحمد عطا' نائب محافظ الغربية: 'حاولنا قدر الإمكان خلق مشروعات جديدة وتوفير أماكن لها لحل مشكلة الشباب، حيث يتم تطوير 7 مناطق عشوائية بطنطا والمحلة بتكلفة إجمالية قدرها 411 مليون جنيه، تم الانتهاء من الأعمال بالمحلة وجاري الانتهاء منها في طنطا، حيث يتم تطوير تلك المناطق من خلال إدخال وتطوير شبكات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء ورصف جميع الشوارع سواء بالأسفلت أو الأنترلوك'.
وأضاف 'عطا': 'تم بالفعل إخلاء منطقة المستعمرة، وذلك لتسليمها للهيئة الهندسية للبدء في إنشاء مدينة المحلة الجديدة، حيث سيتم إنشاء 8 عمارات (9 أدوار + أرضي) كمرحلة أولى، يعقبها إنشاء 3541 وحدة سكنية كمرحلة تالية، مؤكدا أهمية تلك المدن الجديدة التي تساهم في تقليل الكثافة السكانية وإتاحة وحدات سكنية مختلفة المساحات لكافة شرائح المجتمع، مضيفا أن مدينة المحلة الجديدة تعد طفرة حقيقية في المشروعات لأهالي المحلة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
