شهدت أسواق المواد الخام المعادن فى الآونة الأخيرة ارتفاعا كبيرا، وذلك عقب ارتفاع سعر البترول والغاز، والذي كانت زيادة طفيفة جدا، إلا أنها أثرت على أسواق الغلابة، كأسواق النحاسين والحدادين، وليس مجال البناء فقط.
وكان لـ 'أهل مصر' جولة داخل أسواق الحدادة بمحافظة الغربية، لبيان حال العمال وأصحاب المهن التي شارفت على الاندثار.
يقول 'صالح الشلقانى' صاحب ورشة حدادة بمدينة المحلة الكبرى: 'تسود حالة من الركود والخمول داخل سوق الحدادين، حيث حل المنتج الصينى مكان الصلب 'البلدى'، ففى العادة قد لا نحصل على جنية واحد طوال اليوم، مع ارتفاع أسعار الخام وبالتالي سترتفع أسعار الحديد البلدي، ومن هنا سيعزف الزبون عن زيارة السوق، وتنتهي مهنتنا إلى الأبد'.
وأضاف 'حمدي المحلاوي' حداد بسوق النحاسين فى طنطا: 'دائما ما نعتمد فى مهنتنا على الحديد الخام، قلما نستعمل الحديد المستعمل ونعيد تدويره، إلا أن الزيادة الأخيرة اضطرت لاستعمال الحديد القديم والتعامل مع جامعى الروبابيكيا والنباشين، حيث زاد ثمن طن الحديد لأكثر من 500 جنيه، والقطع التى تباع داخل الورش لا تتخطى الـ20 جنية، وهو ما لا يسد الفجوة بين الزيادة الأخيرة واستمرار مهنتنا'.
وأردف 'ياسر أنور' صانع فوانيس رمضان: 'بعد ارتفاع أسعار الخام مؤخرا أثر بصورة كبيرة على السوق، حيث بدأنا فى تصنيع فوانيس رمضان، الأمر الذى سيزيد حالة الركود، يضرب السوق خلال الموسم القادم، وستغلق العديد من الورش، وقد يختفى الفانوس فى رمضان القادم، او سيرتفع سعره بصورة كبيرة'.
وفى ذات السياق لفت' ماهر بركات' رئيس الغرفة التجارية بمحافظة الغربية أنه تبلغ الطاقة الإنتاجية لشركات الحديد والصلب نحو 15 مليون طن، وتفوق احتياجات السوق المحلي والتي تتراوح بين 7-8 ملايين طن، وبلغ حجم صادرات مصر من الحديد نحو 1.1 خلال الفترة من يناير إلى أغسطس من عام 2021 بنسبة نمو 197% وصدرت مصر شحنات الحديد المصري إلى 76 دولة من بينها 18 دولة لم يتم التصدير لها خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وتابع 'بركات': إلا أن ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة قتلت طموح العديد من الحرف، في الزيادة تتراوح بين 500 1000 جنية للطن الواحد، ولابد من تدخل الدولة لضبط الأسعار والحفاظ على أصحاب المهن البسيطة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
