لأكثر من 35 عاما، مثل كشك الصحافة بميدان التحرير بمدينة الزقازيق بالشرقية، الذي أقامه 'عم طلعت سلامة' حالة ثقافية بالمدينة، حيث قرر أن يفتتح كشكا لبيع الصحف والكتب بسبب حبه للقراءة، بمعرفة مجلس المدينة والمحافظة حينها، واستمر إلى اليوم، ليكون شاهدا على مراحل وتطورات الإقبال أو التراجع على القراءة.
يبلغ طلعت سلامة من العمر 57 عاما، ويعمل وكيل الهيئة العامة للكتاب بالشرقية، ومتعهد الصحف ودور النشر، خريج معهد اللاسلكي، ويقول: 'من حبي للقراءة قررت يكون مشروعي الخاص هو كشك الصحافة، يومي بيخلص في البيع والشراء مع المترددين على الكشك، وفي أوقات الفراغ أتناول الكتب الأقرب لقلبي، كما أن عملي ساعدني في الحفاظ على مواعيد الصلاة'.
عاشق الكلمة ومحب للاطلاع
يبدأ 'عم طلعت' عمله منذ الساعة التاسعة صباحا وينهيه في العاشرة مساء، ويشعر بالفخر لعمله في مجال الثقافة، ويتردد عليه كل عاشق للكلمة ومحب للإطلاع: 'زمان كانوا المترددين على الكشك أكتر من اليوم، وكانوا بيشتروا الصحف والكتب، ولكن في تراجع كبير في الإقبال على شراء الصحف، وأغلب زوار الكشك من الشباب'.
ولفت إلى أن كبار السن تراجعوا عن شراء الجرائد بينما يقبلون على شراء الكتب الفلسفية وكتب التاريخ والتراث: 'من خبرتي بعرف الشاب المتمرس للقراءة من أول دخوله للكشك، في الوقت نفسه بعرف أميز المبتدئ'.
وأشار إلى أنه يحاول توجيه ومساعدة الشباب المبتدئين ويضع أقدامهم على الطريق واقتراح بعض الكتب كالروايات والتنمية البشرية وغيرها، كي يثبتهم في طريق القراءة، وتستمر هواية الشباب وحب القراءة.
إثراء الوعي والمعرفة
ومن دواعي سعادة عم طلعت سلامة استمرار بعض الأسر توعية أطفالها بشراء الكتب والمجلات وغرس حب القراءة بداخلهم: 'دا شئ يطمئن إن ها تفضل عملية الوعي والثقافة مستمرة، إن الطفل يعرف الطريق للقراءة، لأن مصر محتاجة مثقفين علشان تنهض'.
واعتاد عم طلعت كل عام إتاحة الكتب بأسعار في متناول الشباب، بعمل تخفيضات، إذ يبيع 4 كتب بقيمة 30 جنيها.
وأفاد بأنه يسعى لشراء الكتب التي تعلن عنها المؤسسات الكبيرة من دور النشر وهيئة الكتاب وكل النوافذ التي يمكن الحصول منها على كتب قيمة بأسعار مخفضة وذلك لاستمرار القراءة وإثراء الوعي والمعرفة، معلقا: 'أنا هدفي ليس مكسب مادي بقدر ما هو حب للقراءة وتشجيع عليها'، فيما أشار إلى تراجع شراء الصحف بعد أن أصبحت إلكترونية.
واختتم قائلا: 'كانت السيدة جيهان السادات، تلقب بأم الأبطال، بينما كانت السيدة سوزان مبارك تلقب بأم الأطفال، واليوم في عهد الرئيس السيسي، أناشد السيدة انتصار السيسي حرم الرئيس أن تكن هي أم الثقافة، وتتيح القراءة للجميع من خلال فتح منابر للتوعية وإثراء الثقافة وتسهيل الحصول على المعرفة بكافة الطرق، لأن مصر في حاجة للعلم والعلماء والمثقفين'.